دمشق — سبوتنيك. ويقول العميد لمجاز عبد المجيد عبد اللطيف الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية في مقابلة مع مراسل "سبوتنيك" إنه "منذ عامين وعندما كانت سوريا تصارع المجاميع الإرهابية الوافدة من جميع أصقاع الأرض وعندما انفض الأشقاء والأصدقاء عنها وانقلبوا عليها يفتكون بها.. سارعت روسيا للوقوف معها في خندق واحد لمحاربة الإرهاب".
ويضيف العميد عبد اللطيف أن "الخطوة الروسية جاءت انطلاقا من مبدأين الأول هو الحرص على تطبيق ميثاق الأمم المتحدة من خلال المساهمة في الحفاظ على وحدة تراب سوريا وسيادتها باعتبارها عضواً في الأمم المتحدة من جهة، ووجوب محاربة الإرهاب العالمي الذي بات يهدد أمن العالم من جهة أخرى".
في حين انطلق المبدأ الثاني بحسب العميد عبد اللطيف من "علاقة الصداقة العريقة التي تربط الدولتين والشعبين الروسي والسوري، والتي تمتد إلى عقود طويلة".
ويقول الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية إن "روسيا وقفت جنباً إلى جنب مع سوريا بطلب رسمي من رئيس الجمهورية العربية السورية وبدأت بمحاربة الإرهاب المستوطن فيها والمدعوم محلياً وإقليمياً ودولياً، فاستطاعت زعزعة أركانه والقضاء على العديد من أفراده واعادة السيطرة على مساحات واسعة، من الأراضي التي كان يسيطر عليها".
وأضاف "أن ما فعلته القوات الروسية في سوريا كان عظيماً وهائلاً ومشرفاً، أنه عمل خارق، وبطولي يسجل لأبطال الجيش الروسي في البر والبحر والجو، وأن السوريين يتذكرون بألم ودمعة أولئك الشهداء الروس الذي سقطوا في سبيل الدفاع عن وطنهم وامتزجت دماؤهم بدماء أشقائهم السوريين، أنهم يحتلون مكانة خالدة في عقول ونفوس السوريين".
ويقول العميد عبد اللطيف إن "الجيش السوري استطاع بفضل الدعم الروسي إعادة الأمن والأمان إلى أكثر من 85 بالمئة من مساحة سوريا حيث أن المشاركة الروسية لم تقتصر على الأرض فقد قامت، الغواصات الروسية بإطلاق صواريخها من البحر الأسود باتجاه مواقع، الإرهابيين وقتلت، ودمرت، الكثير، منهم. ولا ننسى نوعية الأسلحة المتطورة التي قدمتها روسيا للجيش السوري والتي كان لها عظيم الأثر في تحقيق انجازات نوعية على الأرض."
العميد عبد اللطيف لفت إلى الدور السياسي والدبلوماسي الذي لعبته روسيا بالتزامن مع الدور العسكري حيث قال "إن الوقفة السياسية والدبلوماسية الروسية إلى جانب سوريا من خلال استخدام حق النقض الفيتو ست مرات منعت أمريكا والناتو من توجيه ضربه لها، وكذلك الجهود المبذولة في رعاية المحادثات في جنيف وأستانا، والدور الكبير لها في انجاح هذه المحادثات ولو في أقله إجبار الدول الداعمة للمعارضة على إرسال وفود لحضور هذه المحادثات، ومازالت جهودها مستمرة في هذا الاتجاه."
وأضاف: "لقد أجبرت روسيا جميع الدول الداعمة للإرهابيين على التراجع عن مواقفها، وارغامها على الاعتراف بمبدأ الحل السياسي كحل وحيد للأزمة والحرب السورية. بعد أن كانت هذه الدول تضع الحل العسكري في سلم أولوياتها".
وتحدث الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية عن البعد الإنساني للمشاركة الروسية في الحرب ضد الارهاب حيث قال: "روسيا كانت خير معين للشعب السوري سواء في تقديم المساعدات الغذائية أو في مجال خلق أجواء من المصالحة الوطنية التي أعطت أكلها في العديد من المناطق والبلدات السورية سواء تلك الواقعة تحت سلطة الدولة أو تلك الواقعة تحت سيطرة المسلحين مما أكسب الدور، الروسي ثقة الجميع، وتعزز ذلك في مساهمة روسيا في خلق مناطق، خفض التوتر الامر الذي ساهم في الإقلال من نزيف الدم السوري والتدمير الكبير للمدن والبلدات. "
وقال: "استطاعت روسيا أن تنفذ إلى قلوب جميع السوريين تقريباً عندما أثبتت أن هدفها الأساس من تدخلها هو وقف نزيف الدم السوري وخلق أجواء للمصالحة بين السوريين مما قد يؤثر لاحقاً في تخفيض الكراهية بينهم ويسرع في وحدتهم وعودتهم إلى سوريتهم، وهويتهم الوطنية".
وفي ختام حديثه قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية: "لن ينسى الشعب السوري ما قامت، به روسيا في مكافحة الإرهاب العالمي نيابة عن كل دول العالم وتمكنت، بذلك من تخليص سوريا من هؤلاء القتلة المجرمين المدعومين من العرب، والغرب."