قال مسؤول الاتصال السياسي في اتحاد القوى السورية الدكتور أحمد السعيد، إن تصريحات الرئيس بشار الأسد خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث، مؤشر على قراءة جيدة للحاضر وللتاريخ أيضا، وللواقع المحيط.
في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 8 أكتوبر/ تشرين الأول، أشار السعيد إلى أن إدراك الرئيس بشار الأسد للواقع المحيط به، وللمخططات التي تحاك ضد المنطقة العربية والقضايا الكبرى فيها، كانت جزء من أسباب استهداف الغرب لسوريا، التي لا يريدون لها أن تلعب دورا محوريا في حل قضايا أمتها العربية.
لافتا إلى أن "الرئيس الأسد أشار في أحد حواراته مؤخرا، إلى أن سوريا سوف تعود إلى نهجها في تبني قضايا الأمة، وبالطبع في مقدمتها القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للإسرائيليين، الذين أرهقتهم سوريا على مدار عقود طويلة، بسبب دورها في القضية الفلسطينية، من منطلق عروبي أولا، ومن منطلق إنساني ثانيا".
ولفت السياسي السوري إلى أن سوريا في المرحلة المقبلة سوف تكون جزءا من الحل في كثير من القضايا المحورية المهمة في المنطقة، لاسيما مع التقدم الذي تحرزه في حربها ضد الإرهاب واقترابها من التحرر بشكل كامل من القبضة الدموية التي أحكمها الإرهابيون حولها، بدعم غربي من أعداء سوريا، الرافضين لدورها القومي العروبي.
وعن حديث الرئيس الأسد عن الهستيريا العربية قبل معركة إدلب، قال السعيد إن هذه الهستيريا منبعها رغبة لدى الدول التي تعادي سوريا، في منعها من استكمال طريق التحرر من الإرهاب، فهؤلاء يعرفون أن خروج سوريا من الدوامة، يعني عودتها إلى دورها القومي، ويعني كذلك حرمانهم من أهم المناطق الحاضنة للإرهاب في العالم، ما يعني إمكانية أن يستدير لهم فيما بعد.
وقال الأسد خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إن ما شهدناه مؤخرا من هستيريا غربية قبل معركة إدلب، نابع من كونها تشكل أمرا مصيريا بالنسبة لهم، لأن انتصار السوريين فيها سيؤدي إلى فشل خططهم إزاء سوريا، وعودتها إلى الدولة السورية ستشكل خطرا كبيرا على مشروعهم في المنطقة، سواء كان مشروع "صفقة قرن" أو غيرها من الصفقات، بحسب وكالة "سانا" السورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن موقف الدولة السورية واضح حول الاتفاق الذي تم بشأن إدلب بأن هذه المحافظة وغيرها من الأراضي السورية المتبقية تحت سيطرة الإرهابيين، ستعود إلى كنف الدولة السورية، وأن الاتفاق هو إجراء مؤقت حققت الدولة من خلاله العديد من المكاسب الميدانية وفي مقدمتها حقن الدماء.
ونوه الأسد إلى أنه كلما تقدمنا باتجاه الانتصار سيعمل أعداء سوريا على تكثيف محاولاتهم لاستنزافها عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبالتالي سنكون أمام تحديات داخلية لا تقل خطورة عن الحرب.
وفي هذا الإطار اعتبر الرئيس الأسد أننا مقبلون على معركة إعادة تأهيل بعض الشرائح التي كانت حاضنة للفوضى والإرهاب، لكي لا تكون هذه الشرائح ثغرة يتم استهداف سوريا في المستقبل من خلالها.