وأشار الحابوط في تصريحات لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 14 أكتوبر/تشرين الأول، إلى أن نشر حيثيات قضية منظورة في التحقيق قبل الانتهاء من مسارها القانوني والقضائي عبر وسائل الاعلام، يعرض الوسيلة الإعلامية إلى معاقبات قانونية.
ومضى بقوله "البحث عن السبق الصحفي لا يعفي وسائل الإعلام من الخطأ تجاه أشخاص لا علاقة لهم بالأمر، ولا يبرر لها التعدي على حقوقهم الأساسية وحرياتهم الشخصية، وسيسهل على كل من تم الإضرار به في هذه القضية دون وجه حق مقاضاة الجهة التي قامت بالتشهير به ونيل التعويض المناسب في أي بلد يكون القانون والقضاء فيه بمعزل عن السياسة والتحريض والنزعات التحريضية".
وقال المستشار القانوني السعودي إن الحديث عن قضية اختفاء خاشقجي في الإعلام يدل على مهنية تلك الوسائل، ويلقي بالشك في المصادر المستندة إليها.
وأضاف بقوله "اكتنفت التغطية إخلال واضح وسافر بإجراءات التحقيق الجنائي والاستدلال".
وأيد الحابوط مشاركة فريق تحقيق سعودي في قضية خاشقجي وقبول الحكومة التركية بذلك، بقوله: "إرسال الحكومة السعودية فريق للمشاركة في عملية التحقيق يدل على وعيها، ومعرفتها أهمية إجراءات التحقيق الجنائي، وضمان حياديتها للكشف عن الحقيقة من خلال مصادر وأدلة موثوقة ومعتبرة قانونا بعد التحقق من مصداقيتها ومشروعيتها واستبعاد كل ما يشوبه البطلان والتلفيق والتزييف في الوقائع والحقائق".
وتحدث المستشار القانوني عن تحويل قضية اختفاء خاشقجي من مجرد "قضية جنائية" إلى "قضية سياسية"، مشيرا إلى أن ذلك محاولة لاتخاذ القضية ذريعة للتحريض ضد المملكة.
وأردف بقوله:
هذا الأمر يضر بسلامة خاشقجي، الذي لا نعلم حتى الآن حاله، ونشر معلومات عن مصادر مجهولة خطأ فادح، وتلحق أذى نفسي بالغ بأسرته.
وما زال جمال خاشقجي مختفيا منذ زيارته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وبينما تؤكد السلطات السعودية أنه غادر قنصليتها، تنفي السلطات التركية أن يكون قد غادر وسط تقارير إعلامية تنقل عن مصادر تركية أنه قد قُتل، ولم تتمكن "سبوتنيك" من التحقق بشكل مستقل من صحة تلك التقارير.
وأثارت القضية اهتمام دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا اللتين طالبتا السعودية بإجابات "مفصلة وفورية" عن اختفاء خاشقجي، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية التي ألمح رئيسها دونالد ترامب إلى تصديق الرواية التركية عن السعودية، حين قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إنه يبدو أن جمال خاشقجي دخل السفارة ولم يخرج، ويبدو أن السعودية ضالعة في اختفائه.