يأتي بيان "جبهة النصرة" قبل يوم واحد من انتهاء المهلة المعطاة للمسلحين لتطبيق الاتفاق وسحب سلاحهم الثقيل من جبهات القتال مع الجيش السوري.
وسبقت هذا البيان دعوة القيادي البارز في الهيئة المدعو أبو مالك التلي جميع الفصائل المسلحة في محافظة إدلب لفتح جبهات القتال ضد الجيش السوري.
وأكد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، لوكالة "سبوتنيك"، أن الفصائل المسلحة المسيطرة على الجبهة الممتدة من ريف إدلب الجنوبي وصولا إلى ريف جسر الشغور لم تسحب أيا من أسلحتها الثقيلة منذ الإعلان عن التوصل لاتفاق سوتشي حول محافظة إدلب وحتى الآن.
وتابع: "بل على العكس عملت الفصائل المسلحة المنتشرة على هذه الجبهة خلال الأيام الأخيرة الماضية على تحصين مواقعها في البويضة واللحايا ومعركبة شمالي حماة، بالإضافة لقيام مسلحي تنظيم جيش العزة المتمركزين في مزارع اللطامنة باستهداف مواقع الجيش السوري في زلين شمالي مدينة محردة بشكل شبه يومي".
وتتقاسم فصائل "جيش الأحرار" التابع للجبهة الوطنية للتحرير، وتنظيم حراس الدين السيطرة على جبهة شمالي حماة التي تبدأ من منطقة مورك حيث تقيم تركيا نقطة مراقبة لها، على حين تمتد منطقة نفوذ ما يسمى بـ"جيش العزة" على امتداد بقية الجبهة من اللحايا ومعركبة والبويضة وصولا إلى كفرزيتا واللطامنة والزكاة والأربعين وتل عثمان، حيث أعلن هذا التنظيم ببيان رفضه لاتفاق سوتشي حول إدلب.
وتقع مناطق سهل الغاب والزيارة والسرمانية وجسر بيت الراس وقرقور وصولا الى الحدود الإدارية لريف اللاذقية الشمالية الشرقية، تحت سيطرة لواء صقور الغاب والحزب الإسلامي التركستاني الرافضين لاتفاق سوتشي.
أما على جبهة ريف إدلب فتتوزع السيطرة بين مسلحي أجناد القوقاز الذي يسيطرون على محوري تل طوقان وتل السلطان والزرزور والخوين والتي تعتبر نقاط تماس مع الجيش السوري حيث يعتبر فصيل أجناد القوقاز من أشد الرافضين لاتفاق سوتشي.
ويضم تنظيم حراس الدين "جهاديين" أجانب وعرب، ويشكل الأردنيون والسعوديون ثقلا وازنا بينهم، ويتميزون بتاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة بأفغانستان والعراق ومناطق أخرى، كما استقطب التنظيم بعض المقاتلين المحليين المتمرسين إلى صفوفه.
وقبل أيام، استقبل "حراس الدين" تنظيم "أنصار التوحيد" المبايع لداعش في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن لمقاتليهم المتحدرين من جنسيات خليجية وعربية مستوطنات خاصة لهم ولعوائلهم، فيما تم دمج مسلحين داعشيين آخرين يتحدرون من آسيا الوسطى، في صفوف (الحزب الإسلامي التركستاني) الذي يسيطر على ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.
وينتشر مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) ضمن قوس يمتد بين ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشرقي، وذلك إلى جانب تنظيمات أخرى تدين بالولاء للسلطنة العثمانية كـ (الحزب الإسلامي التركستاني/ الأويغور الصينيين) و(الفرقة التركمانية الساحلية).