وأوضحت المصادر أن عشرات المدنيين السوريين تمكنوا خلال الأيام الأخيرة من التسلل من مخيم الركبان، بمساعدة عناصر ينتمون إلى المجموعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة الأمريكية في التنف، والذين يسهلون هروب بعض المدنيين مقابل ألفي دولار أمريكي عن كل شخص.
وبينت المصادر أن العديد من المدنيين الذين تمكنوا من مغادرة مخيم الركبان هم من المحتاجين للعناية الطبية، والذين يعانون حالات صحية حرجة، لافتة إلى أن الجانب السوري عمل خلال الأيام الماضية على إرسال سيارات إسعاف وعناصر أمنية وطبية إلى نقطة الـ 55 كيلومترا، لاستقبال المدنيين الهاربين من الركبان وتقديم العناية والمساعدة الصحية والإنسانية اللازمة لهم وتأمين وصولهم إلى بلداتهم وقراهم في ريف حمص الشرقي.
ونقطة الاستقبال المذكورة هي آخر نقطة تستطيع القوات السورية الوصول إليها على بعد 55 كيلومترا من قاعدة التنف".
وأكدت المصادر أن سكان مخيم الركبان البالغ عددهم نحو ثمانين ألف سوري يعانون اوضاع معيشية وصحية قاسية جدا، حيث تتخذهم المجموعات المسلحة والقوات الأمريكية دروعا بشرية في منطقة التنف عند الحدود السورية الأردنية العراقية.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، كشفت مصادر مطلعة لوكالة "سبوتنيك" أن اتفاقا تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأمريكي حول مصير "لاجئي مخيم الركبان" والمجموعات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأمريكية، بحيث يبدأ التطبيق العملي لاتفاق تم التوصل إليه بين "مركز المصالحة الروسي" في سوريا وبين القوات الأمريكية في قاعدة التنف، والذي يشبه إلى حد بعيد اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة في سوريا.
وإلى جانب القوات الأمريكية، تتمركز في التنف قوات بريطانية ووحدات من الجيش النرويجي، ويتبع لكل من هؤلاء فصائل (ثورية) سورية يأتي في مقدمها تنظيم (جيش مغاوير الثورة السورية) و(قوات الشهيد أحمد العبدو) و(جيش أسود الشرقية) ولواء (شهداء القريتين).
ويقع مخيم الركبان على الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا في أكثر المناطق الصحراوية قساوة بالنسبة للاجئين السوريين.
وفي مطلع الشهر الجاري جددت موسكو مطالبتها القوات الأمريكية بالانسحاب من منطقة التنف وإغلاق مخيم الركبان.
جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين الذي أكد في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" أن "هذا المخيم يقع في منطقة التنف، التي يسيطر عليها الأمريكان بشكل غير قانوني، ويجب على الأمريكيين الرحيل من هناك، وإلى أن يغادروا، سيظل هذا المخيم تحت غطائهم، وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير".
وتابع: "للأسف وفقا لبعض المعلومات، تستخدم هذه الأراضي، من بين أمور أخرى، من قبل إرهابيي "داعش" (المحظور في روسيا) للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم، وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر".
وفي شهر حزيران/ يونيو الماضي، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا ببيان له، أن مخيم الركبان للاجئين، الواقع بالقرب من القاعدة الأمريكية، أصبح ملجأ للمسلحين من كل المناطق السورية، بسبب عدم وجود إمكانية وصول السلطات السورية إلى هناك.
وأفاد البيان أن الأوضاع الإنسانية في المخيم حرجة، بسبب منع القوات الأمريكية لأي محاولات لإيصال المساعدات الإنسانية إليه.