القاهرة — سبوتنيك. وبحسب مدير فرع شركة "تيز تور" السياحية في القاهرة، إيهاب وهدان، فقد كان اجتماع الرئيسين محط أنظار كل من لديه علاقة بالسياحة في مصر، مؤكدا في حديثه لـ "سبوتنيك" أن "جميع العاملين في قطاع السياحة شاهدوا تعابير وجهي الرئيسين خلال المفاوضات، وحللوا كل كلمة، لذلك، بعد سماع بيان الرئيس الروسي، كان الجميع سعداء به".
ويشير وهدان إلى أن أسعار الرحلات إلى مصر يمكن أن تكون أرخص حتى من قبل تعليق رحلات الطيران العارض من الاتحاد الروسي في عام 2015، مؤكدا: "سيكون أرخص لأنه لم يتغير شيء. أعني، لا توجد تقلبات حادة، بالإضافة إلى عدم اكتمال المزيد من الفنادق. في هذه الأثناء، الغرف الفارغة تبين أن العرض أكثر من الطلب، وهذا يعني أنه يجب أن يكون أرخص".
من جانبها، تؤكد عضو لجنة السياحة في البرلمان المصري وعضو مجلس الأعمال المصري الروسي النائبة، سحر طلعت مصطفى، أن قطاع السياحة في مصر مستعد لاستقبال السياح الروس.
وقالت مصطفى، لـ "سبوتنيك"، "سنكون جاهزين لأننا نعد البنية التحتية والخدمات للسياح منذ فترة، لذا فمصر جاهزة لاستقبال السياح الروسيين في بلدهم الثاني، والروس كانوا يزورون مصر بالفعل كثيرا وبأعداد كبيرة قبل توقف حركة الطيران، وكانت مصر جاهزة بالفعل بمطاراتها وبخدماتها وفنادقها لاستقبال أعداد السائحين".
وأوضحت مصطفى: "هناك دائما اهتمام من الرئيس عبد الفتاح السيسي بقطاع السياحة، وكل ما يخص قطاع السياحة من البنية التحتية والطرق وغيرها، وهناك تطوير دائم للقطاع، وهناك جاهزية دائمة لاستقبال السياح الروس القادمين، ليس اليوم أو غدا، ولكن أقول أن المقاصد السياحية التي يفضلها الروس في الغردقة وشرم الشيخ جاهزة لاستقبالهم من الأمس".
من ناحية أخرى، أوضح عضو غرفة السياحة باتحاد الغرف التجارية المصرية، حسام الشاعر، لـ "سبوتنيك" أن "خسائر قطاع السياحة في مصر جراء توقف حركة الطيران بين مصر وروسيا بلغت 3 مليارات دولار سنويا، أي 9 مليارات دولار في السنوات الثلاثة الماضية، متوقعا بدء تعويض الخسائر في عام 2019".
وأكد الشاعر ترحيب العاملين بالسياحة في مصر بقرب عودة الطيران العارض بين مصر وروسيا، قائلا: "كل العاملين في السياحة تلقوا تلك الأنباء بسعادة، فللسياحة الروسية أهمية كبيرة جدا لدى قطاع السياحة في مصر والعاملين فيه، أهمية اقتصادية وعاطفية أيضا، فالسياحة ساهمت في توطيد أواصر المودة بين الشعبين الروسي والمصري وجميع المهتمين من الطرفين في قمة السعادة من عودة الطيران العارض بين البلدين".
ولفت الشاعر إلى جاهزية قطاع السياحة المصري لاستقبال السياح الروس موضحا: "الفنادق المغلقة أغلبها في شرم الشيخ لكن الغردقة نسبة الإشغال بها 70% وممتلئة، وإعادة تأهيل الفنادق لا يستغرق وقتا بل يحتاج نقود فقط، وبمجرد تحديد موعد عودة الطيران العارض وتدفق السياحة الروسية، سيأتي منظمو البرامج ويهتموا. وسيبدأ أصحاب الفنادق بتأهيلها وتجديدها، وبالتالي ستدخل كمية كبيرة من الفنادق في الخدمة، تستوعب السياحة الروسية".
وتوقع الشاعر أن تشهد أسعار الخدمات السياحية ارتفاعا نسبيا، بالقياس لعام 2015، نظرا لمعدلات التضخم التي شهدتها مصر، واعتبر أن "نسبة الزيادة قد تبلغ 30 إلى 40%"، وأضاف: "لكن لا يزال هذا أرخص بالنسبة للسائح الروسي أرخص كثيرا عن أوروبا وتركيا".
ورغم ارتفاع معدلات التضخم بشكل ملحوظ في مصر في السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن تحرير سعر الصرف في نهاية 2016، وهو ما أدى لانخفاض قيمة الجنيه المصري بشكل غير مسبوق، سيجعل أسعار الخدمات السياحية في مصر أكثر تنافسية، ولن يشعر السياح بمعدلات ارتفاع الأسعار.
هذا وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أنه اتفق مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين بالكامل، مشيرا إلى أن مصر تقوم بكل ما يلزم لضمان الأمن في مجال الطيران. كما ناقش قادة البلدين مشاكل رحلات الطيران العارض إلى الوجهات السياحية الشهيرة في الغردقة وشرم الشيخ.
يذكر أن رحلات الطيران المباشرة توقفت بين البلدين بقرار روسي في خريف 2015، عقب سقوط طائرة ركاب روسية من طراز "إيرباص-321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" في صحراء سيناء، ومصرع ركابها وطاقمها، وهو ما اعتبر عملاً إرهابياً. وأدى توقف رحلات الطيران بين البلدين إلى تضرر قطاع السياحة في مصر بشكل ملحوظ، خاصة مع إجراءات مماثلة من عدة دول تعتبر من الروافد الرئيسية للسياحة في مصر.
وتم استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو يوم 11 نيسان/أبريل الماضي، بعد انقطاعها إثر كارثة الطائرة.