وفسر علماء الأعصاب ذلك التأثير القوي عند مشاهدة أفلام الرعب، بأنها تحدث أمرا "غريبا ولا يصدق" لعقلك، وهي أنها تتغلب على تثبيط نظام الحركة في الجسم، بفعل رؤية مشهد مروع قوي، حسبما يوضح مايكل غرابوسكي، أستاذ الاتصالات بكلية مانهاتن ومؤلف كتاب "Neuroscience and Media: New Understandings and Representations"، وفقا لمجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية.
وضرب مثالا بصراخ البشر، مشيرا إلى أنها بمثابة وسيلة لتنبيه الآخرين في مجموعته الاجتماعية وتخويف المهاجمين.
ويركز غرابوسكي في دراساته خلال السنوات الأخيرة على مصطلح جديد هو "Neurocinematics"، والذي يركز في المقام الأول على العلاقة بين العقل والتجربة السينمائية، والتي تؤكد في إيجاز أن الأفلام قادرة بسهولة على التلاعب بمشاعرنا وأحاسيسنا، وأن الأمر أصبح غير مقتصر على أفلام الرعب، ولكن في الأفلام التراجيدية، التي تدفعنا لا إراديا لذرف الدموع، على الرغم من علمنا أن أحداثها ليست حقيقية.
ويعتقد بعض الباحثين أنه مع تفهم صناع السينما الحديثة الجيد للارتباط الوثيق بين علم الأعصاب وعلم النفس، فإنهم قادرون على تسخير عاطفة البشر والاستفادة منها أكثر من ذي قبل، إذ تعتبر الأستاذة في الدراسات الإعلامية الهولندية، باتريشيا بيسترز، في مقال لها، أن المتفرج داخل "شبكة من المشاعر والأعصاب" أثناء متابعته للأفلام، ودللت بهذا على أن حالة المتفرج مثل حالة أبطال العمل الدرامي، لا يعرف ما سيصيبه، ويتفاعل فورا مع كل ما يتعرضون له من مصائر مجهولة.
واقتبست بيسترز في مقالها، رأيا لأشهر مخرجي أفلام الرعب الراحل، ألفريد هيتشكوك، عندما شبه المشاهدين بأنهم "عضو كبير" من السهل التحكم فيه بواسطة صناع الأفلام، "وأنه (يقصد المخرجين) في لحظة ما نضغط على عصب محدد لديهم، ونحصل على رد الفعل الذي نريده، وقد نصل في يوم من الأيام إلى عدم الاضطرار لصنع فيلم سينمائي كامل من أجل إخافتهم، بل سنستعين بأقطاب كهربائية مزروعة في أدمغتهم، وسنكتفي فقط بالضغط على أزرار مختلفة لكي يتأوهون أو يصيحون، وسنجعلهم يخافون ويضحكون بكل سهولة، ألن يكون ذلك رائعا".
وفي رأي مشابه لهيتشكوك، فإن مايكل غرابوسكي، يتوقع قيام صناع السينما في المستقبل، باستخدام وسائل تكنولوجية أكثر دقة لتحفيز مشاعر معينة مباشرة عند البشر، والتحكم في متى سيقفزون من الهلع أثناء متابعتهم للأفلام، بل وفي مشاعرهم بصفة عامة.
وأشار إلى أنه "مع تقنيات ذكية مثل "الواقع الافتراضي"، فإنه من الصعب التفرقة بين الواقع والخيال، وهنا تصبح الاحتمالات رائعة ومخيفة بعض الشيء".