بدأت السيدات الإسرائيليات في اقتحام تاريخ الدبلوماسية الإسرائيلية من أوسع أبوابه، ومن بداياته، إذ عينت غولدا مائير، رئيس الوزراء الأسبق، في منصب السفيرة الأولى لبلادها في الاتحاد السوفييتي، قبل تعيينها وزيرة للعمل ثم الخارجية، لتنهي حياتها بمنصب رئاسة الوزراء في تل أبيب.
منصب دبلوماسي رفيع
تولت أورون منصبها كقائم بأعمال السفير الإسرائيلي في تركيا، لحين تعيين سفير، في العام 2016، على خلفية توتر العلاقات التركية الإسرائيلية، إذ أدرت منصبها بكفاءة تحسد عليها، نتيجة لحساسية العلاقات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب، وتسمى تلك الفترة بـ"جفاء لا قطيعة"؛ ومن قبله شغلت عدة مهام في وزارة الخارجية الإسرائيلية، منذ العام 1991، حيث شغلت عددا من الوظائف، منها العمل في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ونائب بالمتحدث باسم وزارة الخارجية، ورئيس قسم الإعلام العربي ورئيسة قسم مصر بالخارجية الإسرائيلية.
حالة من التعتيم
ورغم حالة التعتيم على حياتها الشخصية والمؤهلات الحاصلة عليها في وسائل الإعلام العبرية والعربية، فإن ما كتب عن أميرة أورون، يجعلها تتولى هذا المنصب الرفيع، وبما أنها تجيد اللغة العربية بطلاقة، وبأن دراستها تتعلق بالدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، وهو المذكور عنها فحسب، فإنه يكفيها هذه المعلومات كي تتولى منصب قيادة سفارة بلادها في القاهرة.
وتعد أورون أول امرأة تخدم في هذا المنصب الرفيع في القاهرة، منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، في العام 1978، ورغم أن عملها بوزارة الخارجية وملحقاتها طوال 27 عاما، فإنها دعت إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، وسميت، قبل عامين، حينما رفعت هذه الدعوى، بالمتمردة.
سلام اقتصادي
بيد أن عملها في قسم الشؤون الاقتصادية، وكونها المسؤولة عن التعاون الاقتصادي بين بلادها ودول منطقة الشرق الأوسط، فإنها ستتولى منصب التفاوض حول "السلام الاقتصادي" الذي تنشده إسرائيل، خاصة مع عرض أو إعلان "صفقة القرن" أو الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
ويشار إلى أن أكثر من وزير ومسؤول إسرائيلي نادى بضرورة التوجه أو الاهتمام بمسار أو خيار "السلام الاقتصادي"، مع الجانب الفلسطيني، حتى أن "صفقة القرن"، بدأت عهدها أو تنفيذها بمصطلح "غزة أولا"، وهو ما يمكن اعتباره توجه أمريكي إسرائيلي نحو حل الأزمة الاجتماعية الاقتصادية في قطاع غزة أولا، قبل طرح الخطة أو الصفقة سياسيا وأمنيا.