وكان السفير الإماراتي يتحدث في وجود وفد إعلامي لبناني جاء معتذرا عن الشتائم التي طالت ولي العهد السعودي، داخل السفارة السعودية، عندما قال:
"نحن بعثات دبلوماسية في بلد فيه قضاء وقانون وحكومة ورئيس ومجلس نيابي، ولا يجوز في حال حصول أمر ما أن نبدأ نحن بالاتصالات والتحرك والسعي. قبل شهر أو شهرين كان المستهدف صاحب السمو أمير الكويت، واليوم المستهدف هو صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ونحن نعرف من الممول والساعي ولكن المفروض أن يكون هناك رادع وإجراءات قانونية من قبل لبنان".
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء اللبنانية: "نحن سنتابع هذا الموضوع مثلما تابعنا قضية سالم زهران لنرى أين سنصل، ولكن من لديه رخصة في دولنا لموقع أو لجريدة يخضع للعقوبات إذا أساء الاستخدام، ويجب أن يكون هناك قوانين رادعة في الدولة اللبنانية ومعايير، وعلى وزارة الإعلام أن تتحرك مع النائب العام".
وكان النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانية، سمير حمود، حرك دعوى قضائية بحق الإعلامي، اللبناني سالم زهران، بجرم التحقير والقدح والذم بشخص أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في أحد اللقاءات عبر قناة "المنار"، وتعريض علاقة لبنان الخارجية للمخاطر.
وكان الإعلامي اللبناني قد ذكر أن "أمير الكويت التقى بالرئيس الأمريكي الذي استدعاه أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة مؤخرًا لمدة خمس دقائق وطلب منه إلغاء عقود موقعة مع الصين بقيمة 11 مليار دولار، والتوقيع مع شركات أمريكية عقودا بقيمة 14 مليار دولار".
وتوجه وفد من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي، إلى مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، أمس الأربعاء.
ووصف نقيب الصحفيين اللبناني عوني الكعكي ما حصل، بأنه "يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية"، معبرا عن "استياء الجسم الصحافي والإعلامي اللبناني.
وأضاف: "لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أن نصل إلى هذا الدرك وهذا الإسفاف"، وفقا لوكالة الإعلام الوطنية اللبنانية.
من جهته، ثمن البخاري حضور الوفد، وقال: "هناك خطوات دبلوماسية ستتخذ ضد هذه الصحيفة وضد من يتطاول، ففي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك إعلام غير مسؤول يعكر صفو العلاقة بين لبنان والمملكة الحريصة على امن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك أصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات إلا مزيدا من التقارب".
وأشعلت كلمات الإساءة بحق ولي العهد السعودي، نار الغضب في قلوب مؤيديه من المملكة العربية السعودية وبلدان خليجية أخرى، وذلك عقب ساعات من قرار عاجل بفتح التحقيق فيها.
ودشن مؤيدو الأمير هاشتاغا بعنوان "#الا_ولي_العهد_ياسفيه_الديار"، للإعراب عن غضبهم الشديد من المقال الذي نشرته صحيفة "الديار" اللبنانية، والذي تضمن سبابا وشتائم وكلمات نابية ضد ولي العهد السعودي.
وكال النشطاء الغاضبون على وسائل التواصل، الشتائم لكاتب المقال وللصحيفة التي سمحت بنشره، مؤكدين أن ذلك ما كان لينال من هيبة وشموخ ولي العهد، الذي وصفوه بالجبل الذي تجرأ عليه "قزم سفيه" على حد أقوالهم.
وصعد "الهاشتاغ" الذي حمل كذلك أبياتا من الشعر تمدح الأمير محمد، ليتصدر قائمة الأكثر تداولا (الترند) في لبنان والمملكة العربية السعودية.
وكان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سليم جريصاتي، أصدر توجيها عاجلا إلى النائب العام بشأن المقال.
وبحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، وجه جريصاتي النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، سندا للمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، تحريك دعوى الحق العام بحق كل من كاتب المقال المنشور بصحيفة "الديار" تحت عنوان "دعوة من الديار الى البخاري لزيارتها".
كما وجه بالتحقيق مع الناشر والمدير المسؤول لما تضمنه المقال المذكور من عبارات نابية وغير مألوفة في العمل الصحفي وتمس بولي العهد السعودي وتعكر صلات لبنان بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي ينطبق عليه وصف الجرائم المنصوص عليها في المادتين 288 و 292 عقوبات.