من هنا يقول الباحث والخبير في الطاقة المتجددة الأكاديمي السعودي، المهندس محمد الجلعود، أن مواصلة السعودية سعيها في الاستثمار في الطاقة الشمسية بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة "سوفت بنك" اليابانية، لتطوير مشاريع بقيمة 200 مليار دولار، لإنتاج 200 غيغاواط من الكهرباء من الطاقة الضوئية الشمسية بحلول 2030، يضع السعودية في مكانة عالمية رائدة في مجال الطاقة الشمسية، وتحقق تحول شامل في قطاع الكهرباء.
وأكد الجلعود عزم السعودية لجذب وتطوير الاستثمارات في قطاع الطاقة الذرية والمتجددة، ووضع ذلك ضمن برنامج التحول الوطني، ورؤية المملكة "2030" وعمل اتفاقية بين "هيئة الاستثمار" ومدينة الملك عبد الله للطاقة لتنفيذ مبادرة "استثمر في السعودية".
وبين خبير الطاقة المتجددة، أن 25 في المئة من مساحة السعودية كافية لتوليد أكثر من 400 طن متري من الطاقة المتجددة سنويا.
وأشار الجلعود إلى سعي السعودية لزيادة توليد الطاقة المتجددة إلى 9.5 جيجا واط بحلول عام 2023، ورفع حصة الطاقة المتجددة من 1 في المئة إلى أكثر من 10 في المئة بحلول عام 2023.
ويرى أن توفر إمكانات هائلة في مساحة السعودية الجغرافية، يسهم في تنويع مواردها بعيدا عن إنتاجها النفطي، وذلك عبر تسخير كنوزها الطبيعية لتحقيق تنمية مستدامة، في مجال إنتاج الطاقة من مصدرين متوفرين لديها "الشمس والرياح"، وتميزها في الشمال الغربي بموقع مناسب تماما لتطوير صناعة مزارع الرياح، وتملكها موارد طبيعية تضعها من بين أفضل ميادين نشر مصادر الطاقة المتجددة، وبين حصول السعودية على المرتبة 13 عالميا في قدرتها على إنتاج الطاقة من الرياح.
وأوضح أن دخول السعودية سوق الطاقة المتجددة يجعلها تحقق الريادة في هذا القطاع، وتشجع الابتكار والمبادرات الطموحة لتحطيم الأرقام القياسية مرة بعد أخرى.
وشدد على قدرة السعودية في المنافسة العالمية في مجال الطاقة المتجددة، وأنها ستفاجأ الأسواق في مجال الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة، لقدرتها على تلبية احتياجات مشاريعها الداخلية، وتزويد جيرانها بالإمدادات اللازمة لاحتضان هذه الصناعة، وتوقع بلوغ حجم سوق الطاقة المتجددة في الخليج العربي إلى 17 غيغا واط، وأن يرتفع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أكثر من 100 غيغا واط بحلول عام 2030.
ويقول الباحث في مجال الطاقة "أن روسيا والسعودية ربما تكونا المفاجأة المتوقعة في مجال توليد الطاقة من الرياح، إذ من الواضح أن هناك خططا متكاملة في البلدين للوصول إلى إمكانيتهما الحقيقية في هذا المجال، وربما تكون السعودية في بداية الطريق حيث إن القدرات المالية، ورغبة الشركات العالمية في هذا المجال بالوصول إلى الأسواق السعودية، سيفتح آفاقا جديدا في تلك الصناعة".
وتابع "رصدت السعودية نحو 7 مليارات دولار أمريكي لمشاريع الطاقة المتجددة، والمخطط إنتاج 800 ميغاواط من الطاقة من مزارع الرياح هذا العام".
من جانبه قال نائب الرئيس للهندسة في الشركة الوطنية السعودية لنقل الكهرباء المهندس وليد السعدي، أن مهندسون سعوديون في بلجيكا صمموا أول محطة متنقلة في العالم لنقل الطاقة الأكبر من نوعها في العالم على الجهد 380 كيلو فولت وسعة 502 ميغا فولت أمبير، ومن المقرر نقلها إلى السعودية على مراحل مجدولة، اعتبارا من العام المقبل.
وبين أن الشركة الوطنية السعودية لنقل الكهرباء الأولى على مستوى العالم التي تشتري وتشغل هذا النوع من المحطات المتنقلة، ومن شأنها توفير الكثير من الجهد والمال للحالات الطارئة، ولتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمشتركين في مختلف الظروف.
فيما أوضح مدير إدارة أنظمة الأصول في الشركة الوطنية السعودية لنقل الكهرباء، المهندس عبدالرحمن الغيهب، أن هذا النوع من المحطات يمكن نقلها من منطقة إلى أخرى عند الحاجة وفي الحالات الطارئة.
وتوقع الغيهب أن تصل المحطة بنهاية شهر يناير المقبل، ليبدأ تشغيلها مباشرة بعد الانتهاء من عمليات التركيب والاختبارات التشغيلية.
وفي السياق ذاته دشن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أول مشاريع الطاقة البديلة في السعودية، يحوي المشروع على محطتين شمسيتين بقدرة 3 غيغاواط و4.2 غيغاواط بحلول عام 2019، والعمل على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية تبلغ نحو 200 غيغاواط بحلول 2030، ويقع المشروع في قرية العيينة شمال العاصمة الرياض بمسافة 45 كيلومترًا، للاعتماد على الشمس في إنتاج طاقته الكهربائية بدلاً من النفط، وتتضمن إنشاء محطات توليد للطاقة الشمسية.
ويهدف مشروع الطاقة المتجددة الاستغناء عن النفط كمصدر أساسي، وتوليد وظائف وتستهلك الرياض يوميًا 3.4 ملايين برميل نفط يوميًا، وسيرتفع الاستهلاك إلى 8.3 ملايين برميل نفط في 10 سنوات.
وتسعى السعودية مع الطاقة المتجددة إبقاء إمداداتها للسوق العالمي للنفط كما هي دون أن تتأثر بارتفاع الطلب الداخلي الذي ستلبيه الطاقة الشمسية بينما يواصل الطلب العالمي على النفط في الارتفاع وفق أغلب الدراسات.
وتعمل السعودية على عمل خط إنتاج الألواح والخلايا الشمسية، ومعمل موثوقية اختبار الألواح الشمسية في مصنع بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية، ويقوم المصنع بتلبية احتياجات مشاريع الطاقة الشمسية كمشروع الخفجي لتحلية المياه المالحة، ومشروع واحة التقنية بالطائف، وحرصا من المدينة على توطين صناعة الألواح الشمسية، قامت بإنشاء خط إنتاج آخر لإنتاج الخلايا الشمسية، ويعمل فريق توطين الصناعة مع عدة مصانع محليه لتوطين المكونات الأخرى الداخلة في صناعة الألواح الشمسية، ويقوم فريق فني سعودي بتشغيل المصنع وإدارته والمحافظة على أعلى معايير الجودة والسلامة، وحصل المصنع على اعتماد الأيزو في مطابقة المنتج للمعايير العالمية وشهادات 9001 في منتجاته وعمليات الإنتاج.