وأفادت مجلة "PNAS" أن أحد العلماء سايمون بارون كوهين من جامعة كامبردج قال: "أوضحنا أن النظريات حول طبيتعة التوحد والأفكار حول الاختلافات بين الجنسين تصف الحقيقة بشكل صحيح. إضافة إلى ذلك، يمكننا الآن الحديث عن الجوانب الإيجابية للتوحد. إذ أن الميل إلى التنظيم تسمح بالتعرف على أنماط مختلفة ورؤية أكثر التفاصيل غموضا وإدراك طريقة عمل أكثر الأمور تعقيدا. ولابد من استخدام ذلك لصالح المجتمع".
ويدرس بارون كوهين وزملاؤه ما يميز الرجال عن النساء منذ عدة سنوات وما علاقة الاختلاف بطبيعة التوحد. ووجد العلماء قبل 3 سنوات أول دليل على ارتباط التوحد وطبيعة التفكير "الذكورية" ارتباطا وثيقا ببعضهما البعض، من خلال نتائج اختبارات "قراءة ذهنية" خضع لها 400 رجل وامرأة.
ويشرح علماء النفس أنهم يستخدمون هذه الطريقة لتقييم قدرة الشخص على التعاطف وتخمين عواطف الآخرين. ويعرض العلماء أثناء التجربة على المشاركين مجموعة من الصور لأعين أشخاص آخرين ويطلبون منهم تسمية 4 مشاعر قد يحس بها صاحب الصورة.
لكن بعض العلماء لم يوافقوا على هذه الاستنتاجات، واضطروا بارون كوهين وزملائه على إجراء تجربة أخرى، شارك فيها حوالي 700 ألف شخص، منهم 37 ألف شخص يعانون من التوحد.
وساعدتهم في ذلك القناة الرابعة، التي عرضت فيلما وثائقيا متعدد الأجزاء حول التوحد. فقد شاهد المشاركون حلقاته لتساعدهم على اجتياز اختبار "قراءة الأفكار" وعدة اختبارات بسيطة أخرى لمستوى "الذكاء العاطفي"، وإخبار العلماء بالنتائج.
وأكدت نتائج الاختبارات نتائج التجارب الأول، فعلى سبيل المثال، تفوق الرجال على النساء في القدرة على تنظيم المعلومات بحوالي 1.5 نقطة، بينما تراجعوا بنقطتين من حيث الذكاء العاطفي أمام النساء.
كما كان متوسط الإصابة بالتوحد لدى الرجال أكثر بـ0.5 نقاط لدى النساء. وكان الفرق بين المصابين بالتوحد من الجنسين أقل وضوحا.
ومن المثير للاهتمام أن الميل نحو التوحد وطبيعة التفكير "الذكورية" أكثر وضوحا بين الأشخاص الذين يعملون في مجال العلوم الطبيعية وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والتخصصات الأخرى، التي تتطلب القدرة على تنظيم المعرفة، بينما طغى الذكاء "الأنثوي" على ممثلي العلوم الإنسانية.