ويعتبر تصويت الولايات المتحدة ضد تبني هذا القرار تغيرا ملموسا في سياساتها من هذه القضية فهذه المرة الأولى عندما اعترضت في الجمعية العامة على وثيقة تؤكد سيادة سورية على هضبة الجولان وإدانة احتلالها من إسرائيل، وامتنعت واشنطن فيما سبق عن التصويت.
وقالت الولايات المتحدة في بيان صادر عن مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن مشروع القرار الذي تم التصويت حوله اليوم "متحيز جدا ضد إسرائيل"، معتبرة أن هذه الوثيقة "لا تقرب الأطراف من التوصل إلى اتفاق سلام".
بدوره، قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، خلال اجتماع الجمعية العامة، إن "تصويت الأغلبية الساحقة لمصلحة مشروع القرار يبعث برسالة واضحة لا لبس فيها إلى إسرائيل… مفادها أن احتلالها للجولان السوري أمر مرفوض وينتهك أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي وأن عليها إنهاء احتلالها لكل الأراضي العربية المحتلة وأن تتوقف فورا عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949".
ما هي دلالات الموقف الأمريكي؟
يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور وفيق ابراهيم في حديث لبرنامج"حول العالم" بهذا الصدد:
"للموقف الأمريكي الذي اعترض على تأييد وثيقة تؤكد سيادة سورية على هضبة الجولان وإدانة احتلالها من إسرائيل، عدة دلالات: أولا، هذه المسألة مرتبطة بعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الرئيس الذي أعطى إسرائيل كل شيء، حتى أنه نقل العاصمة إلى القدس الشرقية، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، لكننا اليوم أمام دلالات أميركية جديدة، وهي أن السياسات الأمريكية المتراجعة تريد أن تستنصر حلفاءها في المنطقة ومن بينهم إسرائيل. لذلك بالإضافة إلى أن ترامب إسرائيلي الهوى، هناك سياسات أميركية نتيجة للتراجعات أمام التقدم الروسي،هي التمسك باسرائيل بكل مواقفها العدوانية التاريخية، ومن ضمنها الجولان الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967. ولم يسبق للولايات المتحدة أن أيدت إسرائيل مرة واحدة في موضوع الجولان. وهذا أمر خطير جدا، وخطوة خطيرة جدا تدخل في سياق التأييد الأمريكي للعدوان الإسرائيلي على العالم العربي."
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي