لا شك أن العلاقة السورية الأردينة مرت خلال السنوات الثمانية الماضية بمراحل مختلفة، والكل يعرف أن غرفة الموك التي أدارت العمليات في سوريا هي في الأردن، وكانت غرفة "الموك" تقدم كل الدعم اللوجستي للإرهابيين والمسلحين، وتشرف عليها أجهزة استخبارات أجنبية، لكن في مراحل مختلفة كان الأردن يؤكد على أن الأمر الأردني مرتبط بالأمن السوري، وأنه لا يمكن الدخول في العمق أكثر من ذلك، لأن الواقع الأمني في سوريا سوف ينعكس على المدن الأردنية المجاورة لسوريا، لكن كما قال الرئيس بشار الأسد: "نحن نتطلع إلى المستقبل ولا نريد العودة إلى الماضي".
وأضاف بسام أبو عبد الله: هناك أرضية شعبية في الأردن مؤيدة لسوريا، ولم تنقطع زيارات وفود أردنية عديدة إلى سوريا خلال فترة السنوات الثمانية، وهذا واقع طبيعي في الجغرافية السياسية وواقع امتداد بلاد الشام، لذلك تعتبر زيارة وفد البرلمان الأردني نقطة تحول هامة لهذه العلاقات الثنائية.
أما الخبير الأردني ناجي الزعبي فيقول: إن افتتاح معبر نصيب بين الأردن وسوريا، يصب في صالح الشعبين الشقيقين الأردني والسوري، وهو ثمرة من ثمار الصمود والبطولة والفداء والتضحية لشعبنا السوري وجيشه البطل ومحور المقاومة وحلفائه، وزيارة الوفد البرلماني الأردني إلى سوريا هو تعبير عن توق الشعب الأردني لإعادة العلاقات بين البلدين، وهذه الزيارة هي تعبير تحول أردني ورضوخ لإرادة شعبية.
وأكد خميس على أهمية زيارة الوفد الأردني في إعادة العلاقات بين البلدين، وخصوصا لجهة بحث القضايا العالقة في ما يتعلق بمسائل النقل والتمثيل الدبلوماسي وإجراءات الحدود.
وأكد خميس أن الحكومة السورية ستطبق قاعدة التعامل بالمثل، إذا ما استمرت الإجراءات الأردنية الحالية تجاه المواطنين والبضائع ووسائط النقل السورية.
وتعليقا على ما قاله رئيس الوزراء السوري عماد خميس، قال ناجي الزعبي: إن الإعلام السياسي في الأردن قد طغى في السنوات الثمانية الماضية، ونحن نعول أكثر على الانتصارات السورية وإجراء التحولات، ونتطلع إلى اليد السورية الممدودة إلى الأمام في القادم، ولا بد من التغيير ولا بد من الاستجابة لنبض الشارع الأردني، ولا شك أنه من حق رئيس الوزراء السوري أن يتساءل، وهناك تغير كبير في اللغة السياسية والإعلامية في الأردن، لكن لا زالت هناك صعوبات تطرح نفسها، وبدأت الجديث عن الجمهورة العربية السورية وليس النظام السوري، وأيضا الجيش السوري وليس جيش النظام، وأصبح الحديث عن إرهابيين وليس مسلحين.
وعن فائدة فتح معبر نصيب يقول بسام أبو عبد الله: يجب العمل على بناء معبر نصيب الذي دمرته العصابات الإرهابية، ووضع العمل في المعبر اليوم مؤقت، فالتجار السوريون لا يستفيدون منه لأنه ليس مفتوحا لسوريا بعد، كما أن المواطن السوري الذي يريد الدخول إلى الأردن يحتاج إلى موافقة أمنية، بينما الأرادني الذي يدخل سوريا لا يحتاج إلى ذلك، وهذا يحتاج إلى حل.
وأردف الدكتور بسام أبو عبد الله، إن زيارات الوفد البرلماني الأردني هو بداية تحول ونأمل أن يجري تذليل العقبات، لأن المواطن السوري لم يعد يقبل من حكومته بأن تجري معاملته من الدرجة الثانية، فيما يتم التعامل مع أي مواطن من أي دولة عربية بدرجة أولى، والمواطن السوري يريد أن يكون مبدأ المعاملة بالمثل، وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء السوري.
ما الذي يقف هائقا أمام الحكومة الأردنية لإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا بعد أن اانتصر الجيش السوري على الإرهاب وحرر أغلب المناطق الحدودية مع الأردن؟
يقول ناجي الزعبي: يجب أن نعترف بأن الأردن رهن للمصالح الأمريكية والمشروع الأمريكي الصهيوني، وبالتالي هو راضخ لهذه الضغوط، وهناك جهات في الداخل الأردني تدفع إلى تحسين العلاقات، بينما هناك جهات أخرى تريد إبقاء العلاقات متوترة بين البلدين وحتى تريد إغلاق المعابر، لكن يجب أن نتذكر أن من فرض فتح المعابر هو الانتصارات السورية ومحور المقاومة وليس الرغبة لهذه الدولة أو تلك، وفتح المعابر هو ثمرة من ثمار الصمود والانتصارات السورية.