في هذه المناسبة نفذت وحدات من القوات البحرية الروسية مشروعاً تدريبياً واسع النطاق في مياه البحر الأبيض شمالي روسيا. حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طواقم غواصات "بيلغورود" و"براتسك" و"دميتري دونسكوي" و"سامارا" و"تولا"، شاركت في هذه المناورات.
أما فيما يتعلق بغواصة "بيلغورود"، التي تأسست عام 1992، فقد كان من المخطط أن تصبح، الغواصة الثانية عشر ناقلة الصواريخ متعددة الأغراض من مشروع أنتي، ولكن تم تعليق عملية البناء عدة مرات، وفي عام 2012 استمرت العملية في إطار المشروع الجديد 09852 — كحاملة للمركبات في المياه العميقة.
وهي لا تزال قيد الاختبار، ومخصصة لنقل سلاح خارق هو عبارة عن طوربيد فائق السرعة يحمل اسم "ستاتوس- 6". وهي أيضاً مخصصة لحمل غواصة "بوسيدون" الروبوتية النووية وإطلاقها في الأعماق السحيقة لتطال سواحل العدو في أي بقعة في العالم دون أن ترصدها أجهزة راداراته.
ولكي تتسع الغواصة للسلاح الخارق تمت إطالة هيكلها ليبلغ 184 مترا، الأمر الذي يتيح وصفها بالأكبر في العالم، متفوقة بحجمها على غواصة "أكولا" الروسية والأكبر في العالم أيضاً. ومن المقرر أن يتم تسليم الغواصة النووية بيلغورود في نهاية عام 2018.
اعتباراً من عام 2016، وبالتحديد في 25 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، تحتفل القوات المسلحة الروسية بيوم قوات حفظ السلام العسكرية الروسية، الذي تم تأسيسه بموجب مرسوم من الرئيس فلاديمير بوتين. وبطبيعة الحال لم يتم اختيار تاريخ الاحتفال 25 نوفمبر/تشرين الثاني عن طريق الصدفة. ففي هذا اليوم من عام 1973، شاركت مجموعة من القوات العسكرية السوفيتية على المستوى الرسمي كجزء من عملية حفظ السلام في منطقة الشرق الأوسط.
إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هي وحدات مسلحة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي يتم تشكيلها وإرسالها إلى مناطق النزاع من أجل منع أو القضاء على المخاطر التي تهدد السلام والأمن من خلال اتخاذ الإجراءات المشتركة. ويطلق عليها أيضاً "الخوذ الزرقاء"، التي تم إنشاؤها كأحد الأدوات للحفاظ على السلام، ومنع الصراعات وضمان مبادرات السلام. ويمكن استخدام الخوذ الزرقاء بطرق مختلفة، في عمليات المراقبة والدوريات إلى مرافقة المظاهرات وإقامة الحواجز العسكرية.
ومع مرور الوقت تغيرت طبيعة العمليات التي نفذتها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وأصبحت أكثر تعقيداً. بدءاً من العمليات المبتذلة، ولكنها فعالة حتى يومنا هذا، والحديث يدور عن مراقبة خط ترسيم حدود الأطراف المتحاربة، وانتهاءً بعمليات ضمان تنفيذ القانون والنظام في الأراضي الخاضعة للسيطرة ومنع حدوث الكوارث الإنسانية.
قوات حفظ السلام العسكرية الروسية شاركت في عمليات ضمان السلام في بلدان ومناطق مثل البوسنة والهرسك وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وبريدنيستروفيا والسودان وسيراليون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيريا وكوسوفو وطاجيكستان وأنغولا. وإذا أخذنا في الاعتبار أيضاً أنشطة المراقبين العسكريين الذين ليس لهم الحق في حمل السلاح بسبب طبيعة نشاطهم، ولكنهم محميون بالحقوق الدبلوماسية، فإن جغرافية مشاركة قوات حفظ السلام العسكريين الروس ستكون أوسع نطاقاً بكثير.
مازالت الأوساط العسكرية تناقش وتتساءل عن الهدف من شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية.
في معرض تقديمه لبرنامج التكنولوجيا الوطنية لتطوير البنية التحتية في معهد الأبحاث لصناعة الدفاع في أنقرة، أعلن رجب أردوغان إطلاق مشروع نظام الدفاع الجوي التركي البعيد المدى Siper ، الذي سيُجري أول اختبار في عام 2021.
تركيا تعمل كما جرت العادة على توطين إنتاج المعدات الدفاعية المشتراة من الخارج، ثم يقوم المهندسون بتحديثها. بالطبع، يشارك أفضل المتخصصين من الشركات الغربية في ذلك. ثم يتم طرح السلاح الجديد في مسارح العمليات الحربية.
من المنطقي هنا العودة إلى عام 2013، عندما اختارت أنقرة، في إطار البرنامج الوطنيT-LORMIDS ، نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9، الذي يبدو مشابهاً لمنظومة "تريومف" (إس 400) الروسية. ثم قام الأتراك بتعطيل صفقة الأسلحة، معللين ذلك بتردد بكين في نقل تكنولوجيا التصنيع إلى أنقرة لمصلحة المجمع الصناعي العسكري الوطني.
بشكل غير متوقع، صبّت طهران الزيت على النار، حين قامت، بالتعاون مع المهندسين الكوريين الشماليين، بتطوير وبدء إنتاج نظام الدفاع الجوي بافار 373 كإضافة فعالة لمنظومة إس- 300 فافوريت، في إيران. وتسبب ظهور نظام الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات في إجبار أنقرة الحصول على مثل هذه المنظومات. حتى أن الرئيس التركي أمر بالبدء في صناعة محلية لهذه المجمعات
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا تشتري أنقرة إس 400 الروسية، طالما وعد أردوغان بأن الأتراك سينتجون بأنفسهم أنظمة طويلة المدى مضادة للصواريخ، في غضون عامين؟ ولماذا اختار الخلاف مع الأمريكيين بشأن المنظومة الروسية؟
كل هذا، يشير إلى محاولة أنقرة نسخ إس 400 من أجل إنتاج أنظمة الدفاع الجوي Siper. وتُظهر تجربة تطوير نظائر أنظمة Triumph و Favorit على شكل HQ-9B و Bavar-373 أن المهمة التي وضعها أردوغان قابلة للحل تماماً بواسطة الخبراء من المجمع الصناعي التركي.
ومع ذلك لقد أصبح من الواضح تماماً بحسب تصريحات القيادة في أنقرة بأن هذه الصفقة مسألة لا رجعة فيها، ولا يمكن إلغاؤها.
جنرال الجيش سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي، أعلن أن ماركة "الجيش الروسي" أصبحت من العلامات التجارية التي تتمتع بشعبية فائقة داخل روسيا وخارجها. هذا ما أشار إليه نائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الروسية أثناء كلمة ألقاها في مسرح الجيش الروسي بمناسبة حلول الذكرى المئوية لتأسيس إدارة المتاجر العسكرية في روسيا.
بالفعل اكتسبت التجارة العسكرية اليوم وجهاً جديداً نوعياً تمثله ماركة "الجيش الروسي" التجارية. ومن الملاحظ في شوارع المدن الروسية وبعض البلدان الأجنبية هو رؤية الصغار والكبار والنساء والشيوخ يرتدون قمصاناً بماركة "الجيش الروسي". والفضل بطبيعة الحال يعود إلى الدور الذي تلعبه الصناعة الحربية الروسية.
زعيم المؤسسة العسكرية الروسية أعرب عن سعادته بأن الكثيرين خارج روسيا يوجهون السؤال التالي: "أين يمكن اقتناء أزياء أخرى بماركة "الجيش الروسي". في إشارة إلى إنه كان قد أجاب في وقت سابق على هذا السؤال في جمهورية الصين الشعبية. خاصة وإن الأزياء العسكرية والبزة العسكرية الروسية طرأت عليها في الآونة الأخيرة تغيرات جذرية من الناحية الإيجابية.
الضباط العاملين في المرافق الإنتاجية العسكرية في روسيا الاتحادية يبذلون كل الجهود في مجال تغيير المظهر الخارجي للجندي والضابط الروسييْن. بالاضافة إلى التصاميم التقنية الأخرى الحديثة.
العملاق الروسي الثاني عسكرياً… فما هي الحقيقة؟
ومع ذلك بحسب التصنيفات الغربية لأقوى جيش في العالم احتل الجيش الروسي المرتبة الثانية في هذا الترتيب.
حيث أخذ الخبراء في عين الاعتبار أكثر من 50 مؤشراً، بما في ذلك تنوع الأسلحة المتاحة وإمكانات التعبئة القتالية ومستوى التنمية الصناعية الحربية والموارد الطبيعية وعوامل أخرى. والأولوية في هذا التقييم كان من نصيب القوى النووية وأعضاء حلف شمال الأطلسي.
المرتبة الأولى في هذا التصنيف من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية. فعدد الأفراد العسكريين الأمريكيين — حوالي 2 مليون شخص (في الخدمة والاحتياط). وهناك ما يقرب من ستة آلاف دبابة، وأكثر بقليل من 13 ألف طائرة، منها ما يقرب من ألفي مقاتلة هجومية و415 سفينة بحرية. ميزانية الدفاع للولايات المتحدة تصل إلى 647 مليار دولار.
في حين أن مؤشرات الجيش الروسي كالآتي. عددهم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص. وهناك 4000 طائرة تقريباً، وأكثر من 20 ألف دبابة و352 سفينة. أما الميزانية العسكرية فهي حوالي 47 مليار دولار.
والمرتبة الثالثة من نصيب الصين. حيث يخدم في صفوف جيشها أكثر من مليونين ونصف المليون شخص، وعدد الطائرات العسكرية أكثر من 3000. ويضم جيش التحرير الشعبي أكثر من سبعة ألاف و500 دبابة و714 سفينة بحرية. أما الميزانية العسكرية فهي 151 مليار دولار.
وفي هذا الاطار أعرب رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" إيغور كوروتتشينكو خلال مقابلة مع إذاعة سبوتنيك عن رأيه حول هذا التقييم وكيف تعكس بياناته أرض الواقع، قائلاً:
وقد شملت العشرة الأوائل الهند وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا وألمانيا. ولدى وضع هذا التصنيف تم الأخذ بعين الاعتبار بيانات موقع غلوبال فايرباور.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم