وأوضح السعيد، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الولايات المتحدة تفرض منطق البلطجة على الدولة والشعب السوري، وإن كانت تحاول أن تصبغ هذه البلطجة بصبغة أخف وطأة، لذلك تدعي أنها موجودة في الشمال السوري لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والقبائل على مواجهة التنظيمات الإرهابية، ولكنها في الحقيقة بلطجة مقنعة.
ولفت السياسي السوري إلى ضرورة أن تعمل الدول الضامنة لمحادثات أستانا على زعزعة منطق الولايات المتحدة الأمريكية بشأن فرض وجودها بالقوة داخل سوريا، لا سيما أن هذا التواجد مرفوض بشكل كامل من الدولة ومن الشعب السوري، ومن كثير من أطياف المعارضة السورية، التي تعتبر أمريكا داعمة الإرهاب الأولى على الأراضي السورية.
وشدد السعيد على ضرورة تراجع الولايات المتحدة عن مبدأ دعم بعض الفصائل المعارضة المسلحة، التي اعتادت أن تصفها باعتبارها "المعارضة المعتدلة"، لأن التجربة أثبتت أن كل المال والسلاح الذي تتلقاه هذه المجموعات، نجده في النهاية في أيدي الدواعش يوجهونه إلى صدور الجميع، وفي مقدمتهم الجيش العربي السوري.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانا، ألكسندر لافرينتيف، أعلن يوم أمس الأربعاء، أن تواجد الولايات المتحدة الأمريكية لأجل غير مسمى في سوريا، يعد أمرا غير مفهوم للدول الضامنة في عملية أستانا (وهي روسيا، إيران، وتركيا)، أما عدم تحديد مدة تواجدها فيدعو للقلق.
وقال لافرينتيف للصحفيين، في ختام اليوم الأول من الجولة الحادية عشرة لمحادثات أستانا حول سوريا: "يثير تساؤلنا بقاء القوات الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى لهذا التحالف في هذه الأراضي (شمال شرقي سوريا) بحجة مساعدة القوات الكردية والقبائل العربية في محاربة داعـش".
وشكك رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانا، باستحالة القضاء باستخدام القوات الكردية، التي يبلغ عددها نحو 60 ألفا، والتي تتلقى دعماً من الولايات المتحدة، على المسلحين الباقين في المناطق الحدودية الذين يبلغ عددهم نحو 1500.
وأوضح المسؤول الروسي أنه "قد يكون الأمر غير ذلك. هذا يعني، أن هذه الحجج تستخدمها الولايات المتحدة من أجل تبرير تواجدها العسكري لأجل غير مسمى، وهذا ما يدعونا للقلق، جميع الدول الضامنة".
ويذكر في هذا السياق أن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، بدأ ضرباته وعملياته العسكرية في سوريا في شهر سبتمبر/أيلول 2014، وذلك دون طلب أو إذن من سلطات البلاد.