وقالت المصادر: إن مسلحي الهيئة نقلوا ما يزيد على 150 صاروخا من أحد مستودعات التنظيم في بلدة الدانا إلى بلدة أطمة الحدودية، حيث تمت عملية النقل على 15 دفعة بواسطة شاحنة كبيرة أخفيت فيها الصواريخ تحت حمولات من محصول الزيتون منعا لكشفها من قبل طائرات الاستطلاع.
وأضافت المصادر، أن الورشة المستخدمة لتعديل الصواريخ هي في الأصل مستودع لتخزين المواد السامة، ومنها الكلور، حيث يتولى إدارة هذه الورشة مسلحون من جنسيات آسيوية وبريطانية.
وأشارت المصادر "المقربة من قياديين في جماعات مسلحة تنشط في إدلب" إلى أن الهدف من عملية تعديل الصواريخ هو زيادة نسبة تذخيرها بـ "الكلور"، وأن مسلحي الهيئة قاموا بتسليم دفعات من الصواريخ الجديدة المعدلة ظهر اليوم الجمعة لفصائل جيش العزة وحراس الدين وأجناد القوقاز والحزب الإسلامي التركستاني، على جبهات ريف إدلب الشرقية والجنوبية الغربية وريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.
وكان تنظيم جبهة النصرة الإرهابي شن بتاريخ 24 تشرين الثاني الماضي هجوما بالقذائف المذخرة بالغازات السامة على أحياء شارع النيل والخالدية والشهباء الجديدة بحلب شمال سوريا ما أدى لإصابة أكثر من مئة مدني بحالات اختناق.
وتؤكد التقارير الإعلامية والديبلوماسية أن المواد الكيميائية السامة تم نشرها بمحافظة إدلب بشكل مدروس منذ توقيع اتفاق سوتشي، فإلى جانب امتلاكها له، قامت "جبهة النصرة" بتزويد داعش والتنظيمات "الأجنبية" بهذا "السلاح" ليتوزع في جبهات المحافظة وعلى أطراف المنطقة "منزوعة السلاح"، حيث تستغل الجماعات الإرهابية نظام وقف إطلاق النار الذي فرضه اتفاق سوتشي والمتضمن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، للتحضير لأعمال استفزازية بالمواد الكيميائية السامة استعدادا لأي مواجهة قادمة مع الجيش السوري، وتمهيدا لاتهام الأخير بشن هجمات كيميائية تستدعي التدخل الغربي
وبحسب التقارير المذكورة، فإن هيئة تحرير الشام الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا) بالاشتراك مع الفصائل الموالية لها، ومع تنظيم الخوذ البيضاء، نشرت عبوات الكلور والسارين على جبهات المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، وفي ريف إدلب الشمالي الشرقي عند الحدود الإدارية مع محافظة حلب، وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، من خلال تسليمها هذا السلاح لتنظيمات داعش و"أداته" أنصار التوحيد، والحزب الإسلامي التركستاني، ولواء صقور الغاب، وغيرها.
كما تشير التقارير إلى أن كميات من غاز الكلور يتم إنتاجها محليا في المحافظة بتقنيات غربية وتحت إشراف خبراء أجانب، بريطانيين وشيشانيين وأتراك، ويدعم ذلك تقارير سابقة نشرتها وزارة الخارجية الروسية عن استخدام الإرهابيين لتقنيات غربية لإنتاج المواد السامة.
وفي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت الخارجية الروسية ببيان، أنه "لا تزال بعض جماعات الإرهابيين والمتطرفين في إدلب تحاول تنفيذ استفزازات واسعة النطاق باستخدام الأسلحة الكيميائية والمواد السامة، وينضم نشطاء من منظمة "الخوذ البيضاء" الإنسانية الزائفة والمشؤومة، المتخصصة في تصوير أحداث (تحاكي شن هجمات كيميائية) بسهولة إلى مثل هذه الجهود".