الحديث عن فرص الاستثمار في أفريقيا… هل هو بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين دول القارة؟
هل يعني هذا أن الوعي الأفريقي سبق الوعي العربي بإدراك ما سيحدث؟
هناك اختلاف في طبيعة الشخصية الأفريقية عن العربية، لذلك مسألة الوعي والإدراك هنا نسبية، ففي الدول العربية كان من السهل التلاعب على وتر الدين وخلق مليشيات كما حدث ومازلنا نعاني منه إلى الآن ومازالت "داعش" حاضرة في المشهد وجميعنا يعلم من ورائها، فهى اختراع امريكي بريطاني مازال حتى الآن يتلقى الدعم المادي والمعنوي، وكلما هدأت الأوضاع وظننا أنه توارى عن المشهد نجده يعاود الظهور سواء في سوريا أو العراق أو بلدان اخري، لذا أدرك الأفارقة أن لديهم نماذج من تلك المليشيات متمثلة في "بوكو حرام والشباب الصومالية وغيرها" فقرروا أنه لا داعي لاستيراد المزيد، ولا يجب أن نراهن على تعاون أفريقي كما نريد في يوم وليلة، الأمر قد يستغرق سنوات طويلة، لكن رحلة المليون تبدأ بخطوة.
هل من دور تقوم به الدبلوماسية المصرية لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر الأفريقية… أليس من الطبيعي أن تسبق السياسة الاقتصاد؟
مقولة السياسة تسبق الاقتصاد ربما تكون قديمة بعض الشيء في عالم تحكمه المصالح، فعندما تريد الارتباط بدولة ما لابد أن تربط مصالحها بك وتربط مصالحك بها، وهنا تكون الرابطة قوية لأنها تمس طبقات المجتمع عن طريق الاقتصاد والتجارة، ولا يمكن أن نقول السياسة تسبق الاقتصاد لكن الاقتصاد يسبق السياسة حاليا وتلعب المصالح الاقتصادية الدور الأكبر في العلاقات بين الدول، وكلما زاد حجم العلاقة الاقتصادية توطدت الروابط السياسية وازدادت قوتها.
اللقاءات الدبلوماسية التي تجمع السفراء الأفارقة في القاهرة هل ساهمت في حل الخلافات بين دول القارة وعلى سبيل المثال بين مصر وأثيوبيا حول سد النهضة؟
الخلافات تحدث بين الأشقاء في الأسرة الواحدة وهى شيء طبيعي يبرهن على قوة تلك العلاقات طالما هي خلافات حميدة، والخلاف بين مصر وأثيوبيا يدخل تحت هذا الإطار ولا ترقى لمستوى الصراع وكل شيء يمكن أن يحل بالتفاوض، وكلما زادت صعوبة التفاوض نكون سعداء عندما نصل للحل، وفي النهاية مصر دولة قوية وتحترم كل أشقائها الأفارقة، فنحن دولة أفريقية قبل كل شيء من ناحية الموقع والتاريخ والثقافة الأفريقية الضاربة في القدم والتي يتعدى عمرها 10 سنة.
إلى أين وصلت مفاوضات سد النهضة؟
أعمال البناء متوقفة حاليا في سد النهضة لأسباب فنية ومنتظر استكمالها، والمفاوضات مستمرة وسنصل إلى حل، والعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين كبيرة جدا ومصر لها استثمارات بالمليارات في إثيوبيا ولا نريد التضخيم الإعلامي لأشياء يمكن أن تحل ويجب أن تحل، لأن الفشل في الحل يترتب عليه نتائج لا تستطيع أي من الدولتين تحملها.
العلاقة المصرية السودانية تمر بمراحل تذبذب من فترة لأخرى… ما السبب؟
الأزمة الليبية…موقعها بالنسبة للدبلوماسية المصرية؟
ليبيا دولة شقيقة ويهمنا استقرارها لكن مبدأ مصر الأساسي في علاقاتها الخارجية هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وتترك الشعوب تقرر مصيرها بنفسها، وعندما يطلب منا المساعدة لن تتأخر، فالتاريخ شاهد أن مصر لا تتأخر عن المساعدة حتى وهى في أحرج لحظاتها وهذا مبدأنا.
كيف ترى مستقبل العلاقات الأفريقية —الأفريقية؟
يجب أن تنهض بل لابد أن تنهض، ومصر لم تغلق أبوابها في أي وقت أما الإخوة الأفارقة، قد تكون المنح المصرية قلت نسبيا في وقت من الأوقات نتيجة الظروف الاقتصادية، لكنها عادت الآن وبصورة أقوى مما كانت عليه في السابق.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب