فيما نفى وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في تصريح لـ"موزاييك إف أم"، ما راج حول دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور أشغال القمة العربية التي تحتضنها تونس في مارس 2019.
وأشار الجهناوي إلى أن اتخاذ قرار حول سوريا قد يتم بعد اجتماع الرؤساء العرب في القمة، قائلا ''هم من يقررون وليست تونس من تقرر".
منذ بدء الأزمة السورية أو الحرب على سوريا، رأينا كيف قاطعت الدول العربية دمشق، ومنها من نادى برحيل الأسد، ودعم المسلحين بكافة تسمياتهم، والآن نشهد تحولا عكسيا وبطيئا، وليس كما كان في بداية الأزمة في سوريا، ولكنه ملموسا في مواقف ولهجة الدول العربية تجاه دمشق، فما الذي أدى إلى هذه التحول في مواقف بعض الدول العربية؟
بينما يقول أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود: إن ما حصل خلال السنوات الثمانية الماضية هو استهداف لقلب الأمة العربية، واستهدفت سوريا بعدوان مركب، استخدم فيه النظام العربي الرسمي من خلال مؤسساته الرسمية، وبالضبط جامعة الدول العربية، والمواجهة حصلت خلال السنوات الماضية واستطاعت سوريا أن تدير هذه المعركة بكفاءة عالية وأن تهزم النظام العربي الرسمي، والآن فهزيمة العدوان تعبر عن نفسها، وما يحصل الآن هو تعبير حقيقي عن ناتج هذه الهزيمة وصمود السوريين والدولة السورية، وذلك يعني إسقاط مشروع العدوان على أولويات الأمة، ولا بد من التذكير بأن الأمريكي انهزم في هذا العدوان، فما كان من الرئيس السوداني عمر البشير إلا أن يحضر إلى دمشق وليس وحيدا، فهو ليس بعيد عن السعودية وعن الإمارات وعن الاخوان المسلمين.
وأردف خالد العبود قائلا: الآن إذا دعيت سوريا إلى القمة العربية فسوف تذهب للحضور، لأن سوريا استطاعت أن توقف النظام العربي الرسمي، كما استطاعت أن تهزم العدوان الذي حصل عليها، أما مستوى الحضور فالدولة السورية تحدده، لكن أجزم بأن سوريا سوف تحضر لتقول أنها انتصرت، وبانتصارها تكون أعادت بوصلة الجامعة العربية إلى موقعها، وستحضر بدون شروط، لأن انتصار سوريا هو إنقاذ للجامعة العربية والشعوب العربية، والمزاج الشعبي السوري حامل على النظام العربي والحكومات العربية، فهناك مئات آلاف الضحايا سقطت نتيجة هذا العدوان، الصمود السوري كان دفاع عن الشعوب العربية والأمة العربية، لكن السوريون يتفهمون حجم المعركة التي خضناها.
ويقول خالد عبود: إن سوريا أصبحت مفتاحا أساسيا للاستقرار الإقليمي، والتحول الجديد الذي حصل سيرافقه تموضع جديد وترتيب علاقات جديدة، ربما يعبر عن بعضه في الإعلام وبعضه لا يعبر عنه، لذلك سنرى في الأيام المقبلة تصريحات وزيارات إلى دمشق.
إعداد وتقديم نزار بوش