وزعم نشطاء أن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن كمال عبد المعروف، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس صلاح عبد الله قوش، مع السفير الأمريكي بالخرطوم.
لكن مصدرا عسكريا أخبر موقع "سوداني نت" أنه لا صحة لذلك، كما نفى ما روجته وسائل التواصل من تعليمات "كاذبة" نسبت لرئاسة أركان الجيش السوداني في الخرطوم فيما يتعلق بالاحتجاحات الأخيرة التي شهدتها بعض الولايات، والتي تفيد بأن الجيش وجه بعدم مس المتظاهرين من أي قوة نظامية أخرى في أي مكان.
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن للقوات المسلحة ناطقا رسميا لا تخرج أي تصريحات أو بيانات عسكرية إلا عن طريقه، مؤكدا أن "هذه الشائعات لا يمكن لها الصمود كثيرا نسبة لهشاشتها وعدم ارتباطها بالواقع، وأنها لن تفوت على فطنة قارئها".
وزعم مواطنون أن الجيش في السودان حذر الشرطة من استهداف المتظاهرين، في إشارة إلى وقوفه إلى جانب الاحتجاجات.
وقال مدير جهاز المخابرات السودانية صلاح عبد الله قوش، خلال لقائه بعدد من رؤساء التحرير والصحفيين، مساء أمس الجمعه، إن "الأمن لا يتدخل إلا بطلب من الأجهزة الشرطية، موضحا أن أفراد الشرطة استخدموا الرصاص بعد أن دخل المخربين إلى مقار الشرطة، مما تسبب في سقوط خمس ضحايا بعضهم عن طريق رصاص طائش"، وذلك وفقا لموقع "النيلين".
واتهم، الموساد الإسرائيلي بتجنيد عناصر من حركه "عبد الواحد نور"، كانوا في إسرائيل لإثارة الفوضى في السودان، وقال قوش للصحفيين: "رصدنا 280 عنصرا من الحركة.. وجند الموساد قسما منهم".
وأضاف أن "حركة عبد الواحد نور، هي حركه معارضة من دارفور، وعناصر الحركة هم من قاموا بأعمال الشغب التي شابت المظاهرات". وبرأ القوى السياسية من إشعال شرارة الأزمة في المدن السودانية، لافتا إلى خلافاتهم التي يعرفها الجميع.
وشهد السودان احتجاجات نظمها مئات المواطنين في مناطق مختلفة بسبب غلاء المعيشة وندرة السلع، ما دفع قوات الشرطة للتدخل باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
واتسع نطاق الاحتجاجات لتصل إلى العاصمة الخرطوم حيث هتف المحتجون "ضد النظام".
وشهدت العديد من المدن السودانية خروج أعداد كبيرة من المواطنين وطلاب المدارس منذ صباح الخميس هاتفين ضد النظام وساخطين على تردي الأوضاع المعيشية.
وقتل خلال هذه الاحتجاجات ثمانية أشخاص في كل من مدينتي القضارف في شرق السودان، حسبما أعلن مسؤولون محليون.
وقال معتمد القضارف الطيب الأمين طه لمحطة تلفزيون "سودانية 24" المستقلة "سقط ستة قتلى وعدد من الجرحى" من دون أن يوضح ظروف سقوط القتلى والجرحى.
فيما يقول المعارض البارز، الصادق المهدي، إن عدد القتلى حتى الآن 22 قتيلا.
وكانت السلطات أعلنت في وقت سابق فرض حظر تجول في القضارف "حفاظا على ممتلكات المواطنين".
وقال المتحدث باسم حكومة ولاية نهر النيل (شمال) إبراهيم مختار إن اثنين من المحتجين قتلا الخميس في عطبره، وقال لقناة "السودانية": "لدينا قتيلان من المحتجين".
وكان المتظاهرون قد أشعلوا النار، يوم الخميس، في مقر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في المدينة. وقال شاهد إن التظاهرات بدأت "بطلاب الجامعة وعند وصولها إلى وسط المدينة انضم إليها المواطنون وهجم المتظاهرون على مقر حزب المؤتمر الوطني وأضرموا فيه النار".
وأعلنت أيضا حالة الطوارئ وفرض حظر تجول في مدينة عطبرة بشمال شرق البلاد بعد احتجاجات هناك يوم الأربعاء.
لكن المظاهرات كانت أكبر في عطبرة التي تعد بؤرة تاريخية للاحتجاجات المناهضة للحكومة، حيث ظهرت لقطات فيديو سيارات مشتعلة ومحتجين يلقون الحجارة على المقر المحلي للحزب الحاكم.
وفرضت الطوارئ وحظر التجول في ولاية النيل الأبيض ومدينتي دنقلا وكريمة بالولاية الشمالية.
وكان القرار بخفض دعم الخبز في وقت سابق من العام قد أثار احتجاجات نادرة في أنحاء البلاد بعد تضاعف أسعار الخبز. لكن بعد ذلك زاد دعم الدقيق بنسبة 40 في المئة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وبلغ التضخم الآن 69% واضطر الناس في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للوقوف في طوابير عند المخابز ومحطات الوقود بسبب نقص حاد في الوقود والخبز المدعومين من الحكومة.
وقال رئيس الوزراء معتز موسى إن ميزانية بلاده لعام 2019 تشمل مخصصات للدعم بقيمة 66 مليار جنيه سوداني (1,39 مليار دولار)، منها 53 مليارا للخبز والوقود.
وتضرر اقتصاد السودان بشدة عند انفصال الجنوب في عام 2011، وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي الذي يعد مصدرا أساسيا للنقد الأجنبي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول خفض السودان قيمة عملته بشدة بعد أن طلبت الحكومة من هيئة مؤلفة من بنوك ومؤسسات صرافة تحديد سعر الصرف يوميا.
أدت هذه الخطوة إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار وأزمة سيولة بينما استمرت الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر بالسوق السوداء في الاتساع.