وأشار المنان في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إلى أن مطالب المتظاهرين كانت في البداية حياتية، وارتفع سقفها لتصل للمطالبة "برحيل النظام"، الذي عجز طوال 3 عقود عن توفير أساسيات الحياة.
حول أوجه الاختلاف في الاحتجاجات الحالية في السودان، عما سبقها، قال المنان: "كل التحركات السابقة خلال 30 عاما الماضية كان يتزعمها إما قادة الجيش غير المرضي عنه من جانب القيادة، ويتم إجهاض تلك المحاولة على الصعيد العسكري".
وتابع "أما بالنسبة للجانب المدني فكان يقود الاحتجاجات رموزا عفا عليها الزمن، ولا توجد لديهم ثقافة تداول السلطة، حيث يظل الرئيس رئيسا مدى الحياة في حزبه أو هيئته السياسية، والاختلاف هذه المرة أن الانتفاضة قادها الشباب، الذي عاش في ظل الوضع الراهن ورأى بنفسه ما وصلنا إليه بكل الأصعدة".
أما عن الدعم الخارجي للسلطات في الخرطوم خلال الاحتجاجات، قال الإعلامي السوداني، "الدول الداعمة للسلطات في السودان، وعلى رأسها قطر بشكل خاص، أعتقد أنها سترفع يدها بشكل كامل عندما يشتد الخناق الشعبي على النخب الحاكمة في الخرطوم".
وأضاف "الجيش بمواقفه نحو الشارع سيخدم المعادلة وسيؤدي لقيام نظام لن ترضى عنه قطر، لأن قطر تدعم الحكم الحالي".
ويشهد السودان، منذ أربعة أيام، احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وشهدت مدن عطبرة، والدامر، وبربر، وكريمة، وسنار، والقضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.
ويحتج السودانيون على سوء الأوضاع الاقتصادية ويرفضون قرار الحكومة برفع سعر الخبز، من جنيه سوداني واحد للرغيف إلى ثلاثة جنيهات.
وقام المتظاهرون بحرق عدد من المقرات الأمنية ومكاتب لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ورفعوا شعارات منددة بسياسات الحكومة الاقتصادية، قبل أن تصفهم الحكومة بـ"المندسين"، وتحذر من أنها "لن تكون متساهلة، مع أولئك الذين يشعلون النار في منشآت الدولة أو يخربون الممتلكات العامة".
ويواجه السودان أزمة اقتصادية متصاعدة منذ العام الماضي، حيث تضاعفت أسعار بعض السلع وارتفع التضخم ما يقرب من 70%، وانخفضت قيمة العملة المحلية، وعانت عدة مدن من نقص كبير في توفر السلع الأساسية خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.