ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر في العاصمة الأمريكية أن واشنطن "منخرطة مع فرقاء الأزمة الخليجية في ملفات إقليمية أخرى تتطلب مشاركة الطرفين: قطر من ناحية، وتحالف السعودية والامارات والبحرين من ناحية ثانية".
وتقول المصادر إن وزارة الخارجية الأمريكية "طلبت ممن يترددون إلى العواصم الخليجية المتخاصمة، بشكل دوري لمعالجة ملفات أخرى، فتح موضوع التسوية مع المسؤولين في هذه العواصم"، وتضيف المصادر أن "لا تعليمات لدبلوماسيينا بشن حملة دبلوماسية جديدة للتوصل إلى تسوية في الخليج، لكن الانفراجات في ملفات أخرى، مثل اليمن، قد تنعكس إيجابا على الأزمة الخليجية".
ومن المرجح أن يبادر الدبلوماسيون الأمريكيون العاملون على الملفات الإقليمية الأخرى، وعلى تماس مع العواصم الخليجية، إلى السعي لجسّ نبض المسؤولين الخليجيين، فإذا وجدوا أي نوع من التجاوب، يمكن حينذاك إعادة تحريك الوساطة بشكل أوسع"، بحسب ما تقول المصادر.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن "أطر التسوية الخليجية لا تزال على حالها، وأن هذه التسوية، التي يطلق عليها الأمريكيون أحيانا اسم (الحل الكويتي) نسبة إلى الرؤية التي قدمتها الكويت للتسوية منذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة، لا تزال تتطلب الخطوات نفسها، والقاضية بضرورة وقف التراشق الاعلامي بين الجانبين (وهو ما أكد عليه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في قمة الرياض الخليجية)، ومحاولة بناء ثقة بينهما على مستويات عسكرية وسياسية، تفضي في وقت لاحق إلى مصالحة كاملة، يتم تتويجها بلقاء قمة على مستوى القادة".
ولطالما وعد الرئيس دونالد ترامب باستضافة قادة الخليج، في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد، لرعاية المصالحة والمصافحة بينهم.
لكن مع تعذر التسوية، تراجعت الحماسة الأمريكية، ومعها حماسة ترامب، لرعاية لقاء تصالحي من هذا النوع.
وكان أمير الكويت، ناشد الجميع للامتثال لنهج بلاده في تهدئة الأمور، وتفادي "الحرب الكلامية السخيفة" من أجل احتواء الأزمة الخليجية وتجاوزها، لأن ما يجمع دول الخليج أكبر وأقوى بكثير مما يفرقها حسب قوله، ودعا للتركيز على إبقاء مجلس التعاون الخليجي رمزا للافتخار والأمن والرخاء.
وكان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كشف عن وجود مباحثات سعودية كويتية بشأن إمكانية حل الأزمة الخليجية.
وقال محمد بن عبد الرحمن، في مقابلة مع تلفزيون "CNBC" الأمريكي، إن "هناك مباحثات بين السعودية والكويت حول إمكانيات حل الأزمة غير أن الموقف الواضح أنه لا يوجد تقدم في موقف دول الحصار لحل الخلاف القائم، فيما تحافظ قطر على موقفها و تدعم الوساطة الكويتية".
وبعدها استقبل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وفد العلاقات مع شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي برئاسة ميشيل آليو ماري، في قصر بيان.وقالت آليو ماري، في تصريح صحفي عقب لقاء أمير البلاد إن الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي على وجه التحديد يولي أهمية فائقة لما يقوم به الأمير من جهود في المنطقة، "وندعم تمام الدعم جهود الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت، لحل الخلاف القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي"، وفقا لصحيفة "القبس" الكويتية.
وأشارت إلى أن "رئيس المجلس الأوروبي ورئيس البرلمان الأوروبي وجها الدعوة لصاحب السمو أمير الكويت لزيارة البرلمان الأوروبي، والاتحاد الأوروبي، من أجل التحدث عن كل أبعاد المسألة".وتشهد منطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها بدأت، في 5 يونيو/ حزيران 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية" بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.