وقال البشير لدى مخاطبته مشايخ الطرق الصوفية بمقر إقامته ببيت الضيافة "نحن لا نقتل الناس تشفيا… أتينا لنوفر للناس الأمن والعيش الكريم والرفاهية، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح".
وأوضح أن التظاهرات "خرجت لوجود أزمة، ولكن دخل فيها مندسون لحرق المؤسسات وممتلكات المواطنين، وهجموا مباشرة على مواقع الشرطة والأمن".
وكشف البشير عن نصائح من جهات لم يسمها للتطبيع مع إسرائيل حتى تنصلح أحوال البلاد، وقال: "نصحونا بالتطبيع مع إسرائيل لتنفرج عليكم، ونقول الأرزاق بيد الله وليست بيد أحد".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، أثار جدلا بتصريحات حول إمكانية التطبيع الجوي مع السودان قريبا. وأعلن أن شركات طيران بلاده ستتمكن من التحليق فوق أجواء السودان في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.
لكن الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدنية السودانية، عبد الحافظ عبد الرحيم، قال في تصريح نقلته صحيفة السوداني المقربة من الحكومة السودانية إن "الطائرات الإسرائيلية لن تعبر أجواء السودان دون إذن". وأضاف: "لن تتمكن أي طائرات من عبور السودان إلا بإذن من الخارجية وتنفيذ من سلطة الطيران المدني".
وفي تصريحات لصحيفة "الصيحة" السودانية، قال عبد الحافظ عبد الرحيم إن القانون الدولي ينص على أن تسمح الدول بمرور الطائرات من أجل السلامة الدولية وإن رفض السماح لا يضمن سلامة جوية.
وأضاف: "في حالة الرفض، لا يمكن لطائرة أن تعبر أجواء دولة بعينها، دون موافقتها ويجب أن يكون هنالك تعاون بين الدول يساهم في مرور الطائرات".
وتابع: "إن سلطات المطار في أي بلد مهمتها توفير معلومات للطائرات العابرة لأجوائه المتمثلة في السلامة والملاحة الجوية من خلال استخدام الرادارات التي تحدد الموقف الجوي بشكل عام، وتأخذ مقابل ذلك عائدا مادياَ أو رسوم عبور تدفع للدولة، بالتالي إذا أرادت الطائرات الإسرائيلية عبور الأجواء السودانية فان القرار سيأتي من وزارة الخارجية السودانية، وهي التي تحدد للطيران المدني السماح للطائرات الإسرائيلية بالعبور من خلال أذونات صادرة من الخارجية. لا يمكن أن تمر الطائرات الإسرائيلية بمطار الخرطوم دون إذن من الخارجية السودانية، وإن فعلت ذلك يعتبر اختراقا لأجواء السودان".
وختم بالقول: "الطائرات المدنية لا تقوم باختراق أي أجواء خوفا على سمعتها".
في الصدد، يقول القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور قطبي المهدي، إن الحكومة السودانية لن تسمح بعبور الطيران الإسرائيلي عبر أجوائه، وحول التصريحات التي أطلقها نتنياهو بأن طائراتهم ستعبر أجواء السودان، يضيف قطبي لـ"الصيحة": "ربما أراد نتنياهو خلق جو نفسي بهذه التصريحات يعمل على تهيئة المناخ للقبول بالتطبيع".
ولا يقيم السودان أي شكل من أشكال العلاقات مع إسرائيل.
وفي الشهر الماضي، فجرت تقارير إسرائيلية غير رسمية بإمكانية فتح حوار مع السودان جدلا كبيرا في الأوساط السودانية، لكن الحزب الحاكم نفى أي اتجاه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وراج الحديث بشكل موسّع عن محاولات وربما استجابة من إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية مع السودان، زاد من تلك الفرضية التحركات الكبيرة التي قام بها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في المنطقة خاصة بعد زيارته لسلطنة عمان الشهر الماضي، وزيارة الرئيس التشادي إدريس دبي لتل أبيب في ذات الشهر.
وكانت وزارة الخارجية السودانية أكدت أن "موقف السودان تجاه إسرائيل ثابت ولن يتزحزح مهما حدث من تحولات"، ردا على تقارير بشأن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.