وقال الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدنية السودانية، عبد الحافظ عبد الرحيم، في تصريح نقلته صحيفة السوداني المقربة من الحكومة السودانية إن "الطائرات الإسرائيلية لن تعبر أجواء السودان دون إذن". وأضاف: "لن تتمكن أي طائرات من عبور السودان إلا بإذن من الخارجية وتنفيذ من سلطة الطيران المدني".
وفي تصريحات لصحيفة "الصيحة" السودانية، قال عبد الحافظ عبد الرحيم إن القانون الدولي ينص على أن تسمح الدول بمرور الطائرات من أجل السلامة الدولية وإن رفض السماح لا يضمن سلامة جوية.
وأضاف: "في حالة الرفض، لا يمكن لطائرة أن تعبر أجواء دولة بعينها، دون موافقتها ويجب أن يكون هنالك تعاون بين الدول يساهم في مرور الطائرات".
وتابع: "إن سلطات المطار في أي بلد مهمتها توفير معلومات للطائرات العابرة لأجوائه المتمثلة في السلامة والملاحة الجوية من خلال استخدام الرادارات التي تحدد الموقف الجوي بشكل عام، وتأخذ مقابل ذلك عائداً مادياَ أو رسوم عبور تدفع للدولة، بالتالي إذا أرادت الطائرات الإسرائيلية عبور الأجواء السودانية فان القرار سيأتي من وزارة الخارجية السودانية، وهي التي تحدد للطيران المدني السماح للطيارات الإسرائيلية بالعبور من خلال أذونات صادرة من الخارجية. لا يمكن أن تمر الطائرات الإسرائيلية بمطار الخرطوم دون إذن من الخارجية السودانية، وإن فعلت ذلك يعتبر اختراقاً لأجواء السودان".
وختم بالقول: "الطائرات المدنية لا تقوم باختراق أي أجواء خوفاً على سمعتها".
في الصدد، يقول القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور قطبي المهدي، إن الحكومة السودانية لن تسمح بعبور الطيران الإسرائيلي عبر أجوائه، وحول التصريحات التي أطلقها نتنياهو بأن طائراتهم ستعبر أجواء السودان، يضيف قطبي لـ"الصيحة": "ربما أراد نتنياهو خلق جو نفسي بهذه التصريحات يعمل على تهيئة المناخ للقبول بالتطبيع".
ولا يقيم السودان أي شكل من أشكال العلاقات مع إسرائيل.
وكان نتنياهو، قد أعلن أمس أن شركات طيران بلاده ستتمكن من التحليق فوق أجواء السودان في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.
وفي يونيو من العام الجاري ذكرت صحف إسرائيلية أن الخطوط الجوية الكينية طلبت رسميا من الحكومة السودانية السماح لها بعبور الأجواء السودانية في رحلاتها إلى تل أبيب.
وفي الشهر الماضي، فجرت تقارير إسرائيلية غير رسمية بإمكانية فتح حوار مع السودان جدلا كبيرا في الأوساط السودانية، لكن الحزب الحاكم نفى أي اتجاه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وراج الحديث بشكل موسّع عن محاولات وربما استجابة من إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية مع السودان، زاد من تلك الفرضية التحركات الكبيرة التي قام بها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في المنطقة خاصة بعد زيارته لسلطنة عمان الشهر الماضي، وزيارة الرئيس التشادي إدريس دبي لتل أبيب في ذات الشهر.
وسرت أحاديث أفادت بأن مصادر إسرائيلية أكدت أن الوجهة القادمة لنتنياهو هي السودان، وأن ديبي هو الوسيط بين إسرائيل والسودان، وردا على تلك الأقاويل نفت الحكومة السودانية على لسان القيادي بالمؤتمر الوطني عبد السخي عباس، أية نية للحكومة السودانية لإقامة علاقات مع إسرائيل، وأكد على ذلك رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، عبد الرحمن الخضر في ندوة أقامتها أمانة المرأة بالمؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن موقف الحكومة السودانية من العلاقة مع إسرائيل ثابت، وهو لا علاقة ولا تطبيع.
وكانت وزارة الخارجية، أكدت أن "موقف السودان تجاه إسرائيل ثابت ولن يتزحزح مهما حدث من تحولات"، ردا على تقارير بشأن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.