حول رحلة الطيران المسير، التابع لقوات صنعاء، والعملية النوعية التي تم تنفيذها ضد قاعدة العند الجوية، واتهامات التحالف لإيران بتزويد صنعاء بالصواريخ والتكنولوجيا المتطورة، أجرت "سبوتنيك" المقابلة التالية مع العميد ركن طيار، عبد الله الجفري، المتحدث الرسمي باسم القوات الجوية والدفاع الجوي المتحالفة مع "أنصار الله"، في العاصمة اليمنية، صنعاء.
عملية قصف قاعدة العند الجوية في محافظة لحج كانت نوعية… كيف وصلتم إلى تلك النقطة دون اعتراض من جانب قوات التحالف؟
عملية ضرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج أثناء تدشين المرحلة الأولى من تدريب "مرتزقة العدوان" في العام التدريبي 2019 كانت عملية نوعية استطاعت خلالها الطائرة "قاصف k2" من إصابة أهدافها بدقة، كما تم تصوير العملية بطائرات أخرى، حتى نثبت للعالم مصداقية وصحة هذه العملية، وحققت العملية أهدافها الميدانية بعشرات من القتلى والجرحى من القيادات العسكرية والسياسية والأمنية، ومن قيادات الحكم المحلي بمحافظة لحج.
ما هي الأهداف التي أردتم تحقيقها من وراء هذه العملية؟
كان الهدف من هذه العملية تحقيق أهداف في مسارين، المسار العسكري والمسار السياسي، فمن الناحية العسكرية الاستراتيجية، فإن هذه العملية استطاعت الوصول إلى العمق الداخلي الاستراتيجي للتحالف، دون أن تكتشف من وسائل الرادار التابعة لهم، واسقاطها قبل أن تصل إلى الهدف المنشود، وكانت العملية ضربة استباقية نوعية استطاعت إرباك الجميع، وبثت بينهم الخوف بأنهم لن يكونوا في مأمن بعد اليوم.
ومن الناحية السياسية، فإن العملية تحمل رسالة للمجتمع الدولي بأن الجيش واللجان الشعبية لن يكونوا في موقف الضعف، وأن على المجتمع الدولي التحرك من أجل الكوارث الإنسانية، التي يعيشها اليمن والقصف العشوائي لطائرات التحالف على ميناء الحديدة بعد المشاورات، التي تم الاتفاق عليها في السويد، ولم يلتزم بها الطرف الآخر، بل يتنصل منها حتى الآن من أجل استغلال عامل الوقت للهروب من هذا الالتزام، فكانت الرسالة بأننا أقوياء، ومازلنا نمتلك الكثير من أسلحة الردع، والتي يمكنها تغيير الموازين على أرض المعركة، من خلال الانتقال من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، وبات العمق الاستراتيجي للتحالف هو هدفنا في الرياض وأبو ظبي أو دبي، وتلك كانت أهم الرسائل السياسية لتلك العملية.
سلاح الجو المسير كسلاح نوعي تم تحديثه وتطويره، بعد أن دمر التحالف في بداية الحرب كل البنى التحتية الدفاعية من أسلحة ومطارات وطائرات وغيرها، وبالتالي كان لابد من إيجاد بديل، وكان "سلاح الجو المسير"، والذي تم تدشينه العام الماضي، ونفذ منذ هذا التاريخ ما يقرب من 60 عملية في الداخل والخارج، وحققت تلك العمليات نتائج كبيرة جدا من حيث دقة الإصابة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ونستطيع القول إن سلاح الجو المسير هو من أجبر التحالف على العودة إلى المفاوضات بعد انقطاع لأكثر من عامين، عندما شعروا أنهم يستطيعون حسم الأمور عسكريا، وهو ما فشلوا فيه وفي كل الجبهات، بما فيها الجبهة الاقتصادية والحصار ونقل البنك المركزي ورفع سعر العملة، وأخيرا الحرب الإعلامية التي أراد من خلالها شن حرب نفسية ولكنهم فشلوا أيضا، وفيما يختص بالطائرات المسيرة، فإنه يتم باستمرار تحديثها وتطويرها لمواجهة العدوان الذي يمتلك ترسانة من أحدث الأسلحة المتطورة تكنولوجيا ودعم استخباراتي ولوجستي عبر الأقمار الصناعية، فكانت معركتنا منذ البداية معركة وجود وليست معركة حدود، ونحن لسنا دعاة حرب، بل نمد أيدينا بالسلام ويدنا ستظل أيضا على الزناد، لأننا نتعامل مع عدو لا يعرف سوى لغة القوة والغطرسة والاستفزاز، من أجل تدمير اليمن وبنيته الاجتماعية الاقتصادية.
أؤكد لك أنه لا يوجد لدينا أي خبراء أو تقنيات أو تهريب لتلك المعدات من أي مكان آخر، ومن يتهموننا بأننا نتلقى أسلحة من الخارج لا يريدون سوى قتل الشعب اليمني، وأعود للتأكيد أن ما هو حاصل اليوم من تطوير وتصنيع وتحديث تقوم به القوات المسلحة بخبرات يمنية وكفاءات وكوادر يمنية خالصة، هذا من باب المسؤولية الوطنية والاجتماعية والتاريخية، ولو لم تكن لدى التحالف معلومات استخباراتية بأن اليمن دولة انهكتها الحروب والصراعات الداخلية، وأن غزوها لن يستغرق 24 ساعة لما فكروا في غزو اليمن، لكن عليهم أن يدركوا جيدا أن يمن اليوم ليس يمن الأمس، وللعلم اليمن قدم الكثير من الأبحاث والدراسات وعمليات التحديث والتطوير في رسائل علمية، نشرت منذ أكثر من 35 عاما وفي كل المجالات.
بالتالي هناك كفاءات وخبرات يمنية تم محاربتها والتنكيل بهم في الفترة السابقة، لذا تجد منهم اليوم في كل دول العالم ومن كل التخصصات من أبناء اليمن وهذا ليس على سبيل المبالغة، ولكننا في الأخير نمتلك نفس الحواس التي يمتلكها أي كائن حي في أي بقعة من العالم، واليوم نؤكد للعالم بأننا لن نستجلب من أي دولة وما لدينا من المخزون الاستراتيجي العسكري، سواء من دولة جنوب اليمن قبل الوحدة، أو من دولة شمال اليمن أو ما بعد الوحدة، لدينا الكثير من الأسلحة يتم تطويرها وتحديثها لمواجهة هذا العدوان، وهذا كل ما في الأمر.
نحن في حصار مطبق، واليوم أكثر من نصف مليون يمني ماتوا لعدم توفر الأدوية اللازمة لعلاجهم من الأمراض المستعصية، والتي كانوا ومازال بعضهم يعاني منها، فإن كنا لا نستطيع إدخال الدواء… كيف يمكننا أن ندخل الصواريخ، كل السفن التي تأتي إلينا تمر عبر الأمم المتحدة وتفتش في ميناء جيبوتي، هؤلاء يريدون التغطية على فشلهم وعجزهم أمام العالم، نحن نحترم إيران مثل احترامنا لأي دولة أخرى تحترمنا ولا تتدخل في شؤوننا وتراعي حسن الجوار، فنحن نرحب بكل الجوار، أما من يريد أن يقتل ويدمر ويذل أبناء الشعب اليمني ويحاول أن يجعل من اليمن حديقة خلفية، هذا كلام مرفوض ولا يقبله عقل ولا منطق ولا يمكن أن نستسلم له بعد كل هذه التضحيات، فعليهم أن يتعاملوا معنا بالمنطق، ومن باب حسن الجوار والبعد عن المصالح الخارجية، وتبادل المصالح الاقتصادية وأن تنهض الشعوب العربية إلى المستوى الذي كان يجب أن تكون فيه.
ما تأثير عملية قاعدة "العند" الجوية على ما تم الاتفاق عليه في مشاورات السويد؟
أجرى الحوار أحمد عبد الوهاب