قال مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا زاهر حجو لوكالة "سبوتنيك": "إن أبا في الثانية والخمسين من عمره لقي حتفه مع ثلاثة من أولاده، أصغرهم في العاشرة من عمره وأوسطهم في السادسة عشرة وأكبرهم في السابعة عشرة، حيث قضوا اختناقا بغاز أول أكسيد الكربون بسبب تشغيلهم لمولدة كهربائية صغيرة في مكان مغلق، حيث إن هذه المولدة من النوع الذي يخلط في البنزين مع زيت المحرك معا"، لافتا إلى أن الضحايا تعرضوا لشلل عضلي تدريجي بسبب تنشق غاز أول أكسيد الكربون ولم يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم، مشيرا إلى أن الأب لقي حتفه أثناء تدخينه سيجارة كانت لا تزال بيده عندما عثر عليه ميتا.
يشار إلى أن محافظة حلب تعاني مع بقية المحافظات في سوريا فترات طويلة من انقطاع التيار الكهربائي بسبب نظام التقنين المتبع، ما يدفع الكثير من السكان للجوء إلى مولدات الكهرباء الصغيرة.
ويعد أول أكسيد الكربون غازا ساما لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وهو ينتج عن عملية حرق الوقود كالبنزين أو أي مادة تحتوي على الكربون، وصيغته الكيميائية هي "CO"، وهو يؤثر على جميع الأشخاص من شتى الأعمار، ويؤدي إلى الموت في حال التعرض له لفترات طويلة، وتتفاقم المشكلة عندما يتجمع غاز أول أكسيد الكربون في منطقة محصورة وسيئة التهوية أو مغلقة، إذ يدخل هذا الغاز إلى الجسم عبر الجهاز التنفسي ويصل إلى الدم، وفيه يرتبط بجزيئات الهيموغلوبين الموجودة في خلايا الدم الحمراء مانعا إياها من الارتباط بالأكسجين —كما يفترض- ونقله إلى خلايا الجسم وأنسجته.
وبكلمة أخرى فإن أول أكسيد الكربون يخنق الجسم داخليا، فمع أن الرئتين تعملان ولكن الغاز السام يمنع خلايا الدم الحمراء من نقل الأكسجين، والنتيجة تكون الموت.