ووصف مدير المؤسسة رون ديبيرت هذه الأعمال المثيرة بأنها "مستوى متدن جديد".
وقال في بيان يوم الجمعة "إننا ندين هذه الأنشطة الشريرة والقبيحة بأشد العبارات الممكنة." "مثل هذا الهجوم المخادع على مجموعة أكاديمية مثل Citizen Lab هو هجوم على الحرية الأكاديمية في كل مكان".
وبحسب (أسوشيتيد برس) لعبت شركة Citizen Lab ، التابعة لجامعة تورنتو الكندية، دوراً رائداً منذ سنوات في فضح المتطفلين المدعومين من الدولة الذين يعملون في أماكن بعيدة مثل التبت وإثيوبيا وسوريا.
وقد لفتت المجموعة الانتباه في الآونة الأخيرة إلى تعرضها المتكرر لبرمجيات مراقبة إسرائيلية تدعى مجموعة NSO ، وهي شركة استخدمتها الحكومات لاستهداف الصحفيين في المكسيك، وشخصيات معارضة في بنما ونشطاء حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت Citizen Lab أن جهاز "آيفون" ينتمي إلى أحد المقربين من خاشقجي أصيب بالعدوى من برنامج تجسس NSO قبل أشهر فقط من مقتله المروع.
وزعم الصديق، المنشق السعودي عمر عبد العزيز، في وقت لاحق أن القرصنة عرضت انتقادات خاشقجي الخاصة للعائلة المالكة السعودية إلى جواسيس المملكة العربية، وبالتالي "لعبت دورا رئيسيا" في مقتله.
ووصلت الرسالة الأولى إلى بحر عبد الرزاق ، وهو لاجئ سوري يعمل كباحث في Citizen Lab ، في 6 ديسمبر/ كانون الأول ، عندما اتصل به رجل يدعى غاري بومان عبر موقع LinkedIn. ووصف الرجل نفسه بأنه مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا المالية في جنوب إفريقيا ومقره مدريد.
وكتب بومان: "لقد صادفت ملفك الشخصي وأعتقد أن العمل الذي قمت به لمساعدة اللاجئين السوريين والخلفية التقنية المكثفة قد يكون مناسبًا لمبادرتنا الجديدة".
وقال عبد الرزاق إنه يعتقد أن الاقتراح كان غريبا بعض الشيء، لكنه وافق في النهاية على مقابلة الرجل في فندق شانغريلا في تورونتو في صباح يوم 18 ديسمبر.
وأضاف عبد الرزاق أن المحادثة "أصبحت غريبة بسرعة كبيرة".
وبدلاً من الحديث عن اللاجئين، قال عبد الرزاق ، إن بوهمان حدثه بشأن عمله لصالح Citizen Lab وتحقيقاته في استخدام برمجيات NSO. وقال عبد الرزاق إن باومان سأله عما إذا كان يكسب ما يكفي من المال كما طرح أسئلة حول إسرائيل والحرب في سوريا وعقيدة عبد الرزاق الدينية، مثل "هل تصلي؟".
وذكر عبد الرزاق أن بومان سأله: "لماذا تكتب فقط عن NSO؟" "هل تكتب عنها لأنها شركة إسرائيلية؟" "هل تكره إسرائيل؟".
وقال عبد الرزاق إنه خرج من الاجتماع وهو يشعر بالاهتزاز، وقام بتنبيه زملائه في Citizen Lab ، الذين قرروا بسرعة أن لقاء الإفطار كان خدعة.
وحسب (أسوشيتد برس) تكرر الأمر ولكن هذه المرة لم يأت الاتصال من بومان ولكن من شخص عرف نفسه باسم ميشيل لامبرت، وهو مدير في شركة سي بي دبليو كونسلتينج للتكنولوجيا الزراعية ومقرها باريس.
وقالت الوكالة إنه بالبحث عن الشركتين في إسبانيا وفرنسا، تم الكشف عن أنهما شركتين وهميتان.
وقالت إنه عندما اقترح لامبرت لقاءً شخصياً في نيويورك خلال مكالمة هاتفية في 19 يناير/ كانون الأول، وافق سكوت ريلتون وافق على الاجتماع وخطط لنصب فخ.
وتصف (أسوشيتد برس) اللقاء قائلة إن أي شخص يشاهد سكوت ريلتون ولامبرت يضحكان ويأكلان لحم البقر وحساء جراد البحر في المطعم الراقي في فندق بينينسيولا بعد ظهر يوم الخميس، سيعتقد أنهما أصدقاء.
لكن في الواقع، كان الغداء عبارة عن "جاسوس مقابل جاسوس) إذ قضى سكوت رايتون الليلة محاولاً إخفاء كاميرا محلية الصنع في ربطة العنق وعدة أجهزة تسجيل كما وضع لامبرت قلمًا كبيرًا قال ريلتون إنه اكتشف به عدسة كاميرا صغيرة تظهر من فتحة في الأعلى.
وبحسب الوكالة لم يبدو لامبرت لوحده. في بداية الوجبة، بل جلس رجل وراءه وهو يمسك هاتفه وكأنه يلتقط صوراً ثم غادر المطعم فجأة، ولم يأكل شيئا. وفي وقت لاحق جاء رجلان أو ثلاثة رجال إلى الحانة وبدو أنهم يراقبون الوضع.
لم يكن سكوت رايتون بمفرده ولكن على بعد بضعة طاولات، كان صحفيان من وكالة (أسوشيتد برس) يتحدثان قليلاً بينما كانا ينتظران إشارة من سكوت رايتون، الذي كان قد دعا الصحفيين لمراقبة الغداء من مكان قريب ثم قاما بمقابلة لامبرت قرب نهاية الوجبة.
سأل سكوت ريلتون أسئلة حول الهولوكوست ومعاداة السامية وما إذا كان نشأ مع أي أصدقاء يهود. وفي نقطة أخرى سأل عما إذا كان هناك "دافع عنصري" لمصلحة Citizen Lab في برامج التجسس الإسرائيلية.
بعد وصول الحلوى، اقترب مراسلو AP من لامبرت على مائدته وسألوه عن هوية شركته وسبب عدم ظهورها. وبدا أن توتر. وقال لامبرت وهو يضع ملفاته وقلمه في حقيبة "أعرف ما أفعله." ثم وقف وخرج قائلا "تشاو" ملوحاً بيده ثم عاد لأنه نسي دفع الفاتورة.
وقالت الوكالة إنه بينما كان يتنقل في المطعم في انتظار الشيك، رفض لامبرت الإجابة عن أسئلة حول عمله أو لماذا لا يمكن العثور على أي أثر لشركته. وقال "ليس علي أن أعطيكم أي تفسير".
وتقول (أسوشيتد برس) إن حقيقة "من هو لامبرت وبومان حقا ليست واضحة". وأنه لم يرد أي من الرجلين على رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل LinkedIn أو المكالمات الهاتفية.
وعلى الرغم من تركيزهما الشديد على NSO ، لم تجد وكالة AP أي دليل على وجود أي صلة بالمؤسسة الإسرائيلية، التي تصر على أنها لم تكن متورطة.