وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء اليوم السبت، أن رئيس هيئة الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، اللواء احتياط يائير جولان، كشف عن سريان الإحباط في صفوف الجيش الإسرائيلي جراء عدم انتهاء الحرب الأخيرة على غزة بسرعة، وهي حرب "الجرف الصامد"، والتي اندلعت في يوليو/تموز 2014.
أهداف فارغة
وأوردت الصحيفة العبرية إن الجنرال يائير جولان كشف خلال رسالته تلك عن سريان تخوف كبير في قيادة الجيش الإسرائيلي، آنذاك، من توسيع المعركة البرية في قطاع غزة خلال حرب "الجرف الصامد"، وذلك بسبب الخوف من وقوع خسائر كبيرة في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الجنرال الإسرائيلي البارز أن "هذه التخوفات وصلت بسرعة إلى الجنود، وأن هذا الأمر أضر بثقة الجنود بالقادة العسكريين بالجيش الإسرائيلي، وبقدرتهم على الخروج من الحرب منتصرين".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن القيادات السياسية والعسكرية في بلادها لم تأخذ بانتقادات ضباط كبار، من هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، آنذاك، حول جهوزية الجيش للحرب، وذلك بعد عثورها على وثيقة رسمية تؤكد تصريحات جولان، تقضي بأن كبار الضباط في هيئة أركان الجيش خلال عام 2014 عبروا عن تخوفاتهم من الحرب بغزة، وحذروا من الثمن الكبير الذي سيترتب على هذه الحرب، ومن عدم جهوزية الجيش للحرب، بشكل عام، سواء في غزة، أو لبنان، أو الجولان، أو بالضفة الغربية.
وثيقة سرية
وذكر الموقع الإلكتروني الاستخباراتي "ديبكا"، أن الجنرال آيزنكوت، الذي انتهت ولايته الشهر الماضي، كقائد للجيش رقم 21 منذ إنشاء الجيش الإسرائيلي، في العام 1948، تسبب في تدشين عقيدة عسكرية ومفاهيم سياسية جديدة لم تعهدها إسرائيل من قبل.
وأفاد الموقع الاستخباراتي بأن الجنرال آيزنكوت حول الجيش الإسرائيلي إلى جيش سلبي، وبأن هناك فجوة كبيرة بينه وبين ضباطه وقياداته العسكرية ومن تحت قيادته، نتيجة لاختلاف كثير من وجهات النظر حول قضايا وملفات مهمة.
ومن أولى عثرات وسلبيات الجيش الإسرائيلي، أوضح الموقع الاستخباراتي العبري أن الأشهر العشرة الماضية تسببت في تراجع كبير للجيش، نتيجة لعدم تحقيق أي نتيجة تذكر تجاه حركة حماس، رغم إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف من قطاع غزة نحو منطقة غلاف غزة، وكذلك مع استمرار "موجات الإرهاب" الفلسطينية، الممثلة ـ على حد وصف الموقع ـ في إطلاق بالونات الهيليوم الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة، وهو ما لم يقابله الجنرال آيزنكوت بأي رد هجومي، وإنما اكتفى بالسلبية.
حرب لبنان الثانية
وأوحى عدم دخول الجيش الإسرائيلي في حروب قتالية كبيرة إلى القوات العسكرية في الجيش أنهم ليسوا على استعداد قوي لأي حرب مقبلة، كما جاء في تقرير الجنرال يتسحاق بريك، مسؤول لجنة الشكاوى السابق بالجيش الذي كشف عن عثرات وثغرات خطيرة في تقاريره الأخيرة التي قدمها للقيادات السياسية والعسكرية في بلاده.
وأضاف الموقع الاستخباراتي العبري، وثيق الصلة بجهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، أنه في الوقت الذي ارتفع مستوى حزب الله اللبناني العسكري أمام الجيش الإسرائيلي، فإن الأخير ما يزال في مستواه، دون تقدم.