وتابع المصدر: لهذه الغاية فقط، قامت القوات الأمريكية بمنع ميلشيات "قسد" التابعة لها من التقدم باتجاه الجيب الصغير حيث الكيلومترات المربعة القليلة التي بقيت لـ"داعش" شرق الفرات، كما منعت قوات "الحشد الشعبي" من توجيه أية ضربات ضد تنظيم "داعش" في منطقة هجين حيث عمل الطيران الأمريكي على توجيه ضربات تحذيرية باتجاه قوات "الحشد الشعبي" العراقية عندما حاولت التقدم أو قصف أماكن تواجد مسلحي "داعش" بريف دير الزور.
مسرحية هوليودية لاعتقال البغدادي
وأكد المصدر أن سيناريو قريب جدا سوف تقوم به القوات الأمريكية من خلال عملية إنزال جوي سوف تنفذها قوات أمريكية خاصة في منطقة هجين ويتم بعدها إعلان اعتقال أو مقتل أبو بكر البغدادي الذي حرصت القوات الأمريكية على اعتقاله حيا.
وعادة ما تنبثق الملكات الهوليوودية الأمريكية في مثل هذه المناسبات بما ينسجم مع النزعات النفسية التي تعتمل الشخصية الرسمية الأمريكية، ولربما يجري الأمر على غرار ما تم عليه أثناء عملية القتل المزعومة لزعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي أسامة بن لادن في أيار/ مايو عام 2011 بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
والطريف في الأمر، مشاركة البغدادي بدور البطل الثانوي في تلك المسرحية التي تحتاج بالتأكيد إلى بعض البروفات المسبقة.
وكان باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كشف نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي أنه من المتوقع أن يخسر تنظيم "داعش" آخر أراض يسيطر عليها في سوريا لصالح قوات تدعمها الولايات المتحدة خلال أسبوعين.
وأضاف: "إذا استطعنا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لمدة عامين، فإنني أقول إن 95.5 بالمئة من المنطقة الخاضعة لسيطرة "داعش" قد تمت إعادتها إلى السوريين، وفي غضون أسبوعين سيكون 100 بالمئة".
البغدادي مطلوب حيا
وكان مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد، كشف النقاب في تصريحات صحفية نهاية الشهر الماضي عن عبور قوة أمريكية خاصة إلى داخل الأراضي السورية عبر إقليم كردستان العراق، ترافقها وحدة مسلحة من "قوات سوريا الديموقراطية"، مؤكدا أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات بعد ورود معلومات تفيد بوجود أبو بكر البغدادي، داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة ضمن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتحديدا في ريف دير الزور بين الباغوز والمراشدة جنوبا والسفافنة غربا، وصحراء البوكمال التي تتصل بالعراق شرقا.
عناصر "قسد" يشربون الشاي
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية "أ.ف.ب" نشرت تقريرا أعدته من شرق الفرات في الرابع من الشهر الجاري قالت فيه: "يفضل قياديو (قوات سورية الديمقراطية- قسد) عدم تحديد مهلة زمنية لانتهاء المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في شرق الفرات، ويغلقون الباب بوجه أي مفاوضات معه لإنهاء المعركة"، مشيرة إلى أن مقاتلي "قسد" الذين يحاصرون الجيب الداعشي الأخير في المنطقة يجلسون ويتناولون الشاي ويدخنون السجائر ويشعلون النار للتدفئة وهم يراقبون حركة عناصر "داعش" المحاصرين في الجوار، ولكنهم لا يقدمون على شن أي هجوم باتجاه التنظيم بالرغم من قدرتهم على الحسم السريع.
إقرأ أيضا: إعلام: قوات أمريكية خاصة برفقة "قسد" تحاصر البغدادي
ونقلت الوكالة عن هؤلاء أن حالة من الهدوء سيطرت على خطوط الجبهة منذ نحو أسبوع، يقطعها بين الحين والآخر صوت إطلاق نار متقطع أو دوي ضربات لطائرات "التحالف الدولي" أو المدفعية على الخطوط الخلفية للتنظيم، موضحين أنه خلال الغارات الجوية الأمريكية على معاقل التنظيم تمكن نحو 35 ألف مدني من الهروب من معاقل التنظيم وبينهم نحو 3500 مقاتل داعشي انتقلوا إلى مناطق سيطرة "قسد".