ذكرت "الجريدة" الكويتية أن ظريف حاول إقناع بيروت بالرد على الخروقات الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية من خلال الجيش اللبناني، على أن تزود إيران الجيش بالسلاح النوعي الذي يحتاج إليه لهذه المهمة، وذلك في إطار مشروع إيراني لوقف الغارات الإسرائيلية التي تستهدف القوات الإيرانية وحلفاءها في سوريا.
وكانت الصحيفة قد نشرت تقريرا عن مشروع قالت إن الحرس الثوري الإيراني قدمه إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، عقب آخر غارات إسرائيلية على القوات الإيرانية في سوريا، للضغط على السوريين للرد بأنفسهم على تلك الغارات.
وأوضح المصدر نفسه أن هذا المقترح يسير بخطوات ناجحة مع سوريا، بعد أن هدد المندوب السوري الدائم في مجلس الأمن بشار الجعفري، بقصف مطار بن غوريون قرب تل أبيب، كما صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته قبل أيام لطهران، بأن دمشق ملتزمة بحماية القوات الإيرانية على أراضيها.
وأضاف مصدر الصحيفة أن المقترح يشمل كذلك لبنان، وبناء عليه، حاول ظريف إقناع المسؤولين اللبنانيين بضرورة التصدي للطائرات الإسرائيلية التي تمر بأجواء لبنان عند توجيه ضربات للقوات الإيرانية، كما تقوم أحيانا بالقصف من تلك الأجواء دون العبور إلى الأجواء السورية.
وقال المصدر إن إيران عرضت قبل ذلك تسليح الجيش اللبناني بأسلحة إيرانية بناء على مباحثات أجراها وزير الدفاع اللبناني السابق الذي زار طهران في 2014 وشرح حاجات جيش بلاده، وبالفعل تم توقيع عدة اتفاقيات.
وأوضح أن طهران جددت عرضها لتسليح الجيش عام 2017 عشية زيارة الرئيس ميشال عون، بعد تنصيبه، للسعودية ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا أن المبادرتين لم تبصرا النور لأسباب لبنانية، خارجية وداخلية.
وتابع أن ظريف سيجدد تأكيد جاهزية بلاده لتنفيذهما، كما سيقترح تزويد لبنان بصواريخ متطورة مضادة للطائرات وأخرى مضادة للصواريخ، فضلا عن أجهزة إنذار مبكر وصواريخ برمائية مضادة للقطع البحرية وزوارق حربية سريعة وحديثة.
على مستوى آخر، كشف المصدر أن ظريف سيبحث موضوع التعاون الاقتصادي بين إيران ولبنان، ويحاول أيضا حل مشاكل تعامل المصارف اللبنانية مع التجار الإيرانيين وإمكانية فتح خط مصرفي بين إيران ولبنان عبر المصارف المركزية والتعامل بين البلدين بالعملة المحلية. ومن شأن تجاوب بيروت مع ظريف في ظل العقوبات الأمريكية أن يسلط مزيداً من الضوء على لبنان الموجود في الأساس تحت المجهر الأمريكي.
وكان ظريف قال إن بلاده على أتم استعداد لمساعدة لبنان في كل المجالات المدنية والعسكرية، مجددا دعوته للرئيس اللبناني، ميشال عون، لزيارة إيران.
وأعلن ظريف من مطار رفيق الحريري الدولي أن لزيارته بيروت "هدفين أساسيين، الأول يتمثّل بإعلان التضامن والوقوف إلى جانب لبنان، والثاني بإعلان إيران استعدادها للتعاون مع الحكومة اللبنانية الشقيقة في كل المجالات".
وعندما سئل عما إذا كانت إيران مستعدة لتقديم مساعدات عسكرية، قال ظريف: "لدينا دائما مثل هذا الاستعداد، وأعلنا في مناسبات أخرى أن هذا التوجه موجود في إيران، ولكن نحن بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوفرة لدى الجانب اللبناني".