وكان خلاف قد تطور خلال الأيام الماضية، بين الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون" ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، جيف بيزوس، وبين رئيس شركة "أمريكان ميديا"، وناشر مجلة ناشونال إنكويرر، ديفيد بيكر، الذي هدد بنشر صور فاضحة لبيزوس ما لم يوقف التحقيق في كيفية حصول مجلة الفضائح على لقاءاته الخاصة مع عشيقته.
وتحت عنوان "لا شكرا لك، مستر بيكر"، كتب بيزوس منشوره المطول مستهدفا ديفيد بيكر، رئيس شركة أمريكان ميديا، المالكة لصحف ومجلات التابلويد والتي تعنى بأخبار المشاهير والفنانين.
كما اتهم مالك أمازون، في المنشور المذكور، "أمريكان ميديا" بتهديده بنشر صور خاصة به، من بينها "صورة سيلفي تحت الحزام"، ما لم يقم بالإدلاء بتصريح علني يؤكد فيه أن الدافع وراء ما نشرته "إنكويرر" لا يرجع إلى مخاوف سياسية.
وكانت صحيفة ناشونال إنكويرر المعروفة بتصيد الفضائح، نشرت الشهر الماضي صورا تثبت علاقة جيف بيزوس بلورين سانشيز، وهي مذيعة وممثلة أمريكية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان بيزوس طلاقه، ما دفع بيزوس، أحد أغنى أغنياء العالم، بثروة تقدر بحسب مجلة "فوربز" بـ137 مليار دولار، إلى المواجهة وفتح النار.
ولكن محامي أمريكان ميديا، قال في لقاء مع شبكة "أيه بي سي" الأمريكية، إن القضية ليست سياسية بالمرة، وأن الشخص الذي سرب تلك المقاطع الحميمية والجنسية لجيف بيزوس، والرسائل النصية المتبادلة شخص معروف جدا لهما
وقال أبراموفيتش إن الرسالة التي يعرضها بيزوس، والتي يدعي فيها أن الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكا ميديا"، ديفيد بيكر، هدده فيها بالإفراج عن صور ومقاطع حميمية له، لا تعد جريمة جنائية.
وتابع "هذا لم يكن ابتزازا مطلقا، لم يكن ابتزازا، بل ما حدث أن ناشيونال إنكيورر، كانت قد حصلت على تلك المادة من مصدر موثوق فيه ومقرب من بيزوس وعشيقته لورين سانشيز، وبالطبع لا يمكنني أن أكشف من هو المصدر، للحفاظ على سرية المصادر الصحفية لشركة أمريكان ميديا".
BREAKING: Elkan Abramowitz, the attorney representing AMI CEO David Pecker, responds to Amazon CEO Jeff Bezos’s extortion and blackmail allegations exclusively on @ThisWeekABC: "It absolutely is not extortion and not blackmail" https://t.co/M26LgiCEnh pic.twitter.com/mPztEYQHQB
— ABC News Politics (@ABCPolitics) February 10, 2019
وقال بدوره، موقع "الديلي بيست" الأمريكي إن المصدر المفترض هو، شقيق سانشيز، المؤيد لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه هو من قام بتسريب الرسائل والصور "الفاضحة" لبيزوس.
وعاد ممثل "أمريكان ميديا" القانوني للقول: "ما يمكن أن أقوله إنه لا السعودية ولا الرئيس ترامب لهم علاقة بتسريب تلك الصور أو أي عملية ابتزاز مزعومة".
وأردف "أعتقد أن تلك الرسالة التي يستند إليها بيزوس، كانت تفاوضا وليست ابتزازا، لأن مؤسس أمازون تربطه مصالح عديدة مع أمريكان ميديا، وكانا يسعيان لحل خلافتهما".
ومضى: "لكن أمريكان ميديا، لا تخوض أبدا حروبا بالوكالة سواء عن السعودية أو حتى بسبب موقف واشنطن بوست (المملوكة لجيف بيزوس) من أي قضية لها علاقة بالسعودية (أزمة مقتل خاشقجي)".
واختتم بقوله:
"بيزوس وسانشيز يعلمان جيدا من كان المصدر، وأي محقق سيتحرى في هذا الأمر سيعرف بكل سهولة من المصدر، لكنه لم يكن لا البيت الأبيض ولا السعودية".
وكان الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان، الصحفي البارز في صحيفة "نيويورك تايمز"، قد قال إنه "على المملكة العربية السعودية أخذ خطوة إلى الخلف وطرح سؤال: لماذا نحن في كل القصص"، وذلك في إشارة إلى الادعاءات التي طرحها جيف بيزوس، مالك "واشنطن بوست" باحتمال وجود صلة بين المملكة وبين صحيفة "ابتزته" ونشرت صورا ورسائل بينه وبين عشيقته.
وأشار: "نعم، هناك تقارير بأن 'أميريكان ميديا‘ (الشركة الأم لصحيفة ناشونال إنكويرر التي نشرت صور بيزوس) كانت تسعى للحصول على استثمارات ومستثمرين من السعودية".
وأضاف الكاتب الأمريكي: "أي أحد يعلم أي شيء عن الصحافة، يعلم أن جيف بيزوس لا يكتب عناوين صحيفته أو يتدخل في تحريرها أو اختيار القصص للواشنطن بوست".
من جانبه، نفى وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية، عادل الجبير، ادعاءات بيزوس، وقال إن هذه الاتهامات تشبه المسلسلات التي لا تنتهي.
وتابع: ربما بعض السعوديين هنا في أمريكا يقرأون مجلة أميركان إنكويرر، ولكن هذا كل ما في الأمر".
وأضاف: "قرأت عن تلك القضية في الصحف، إنه مجرد خلاف بين طرفين ونحن لا علاقة لنا به على الإطلاق".