وأوضح المراسل أن أحدا لم يتمكن من الوصول إلى محيط المنطقة أو الحصول على معلومات عن حصيلة الانفجار الذي تردد صداه في جميع أرجاء المدينة، مشيرا إلى أن عربات الإطفاء وسيارت الإسعاف هرعت إلى موقع الانفجار على الفور، في حين ضربت قوات "التحالف الأمريكي" طوقا أمنيا حول المنطقة ومنعت أحد من التصوير أو الاقتراب.
وأكد المراسل أن متابعة حركة سيارات الإسعاف على تقاطعات المدينة وشوارعها، تشير إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف المخابرات الفرنسية جراء الانفجار الذي نجم عن دراجة نارية مفخخة.
ويقع "معمل سكر الرقة" على طريق "الرقة — الحسكة" عند الأطراف الشمالية للرقة وكانت القوات الفرنسية اتخذته مقرا متعدد المهام لها.
معمل السكر هدية "داعش" للقوات الأمريكية
وللمفارقة، يقع مقر "شركة سكر الرقة" على الجهة المقابلة من طريق "الرقة — الحسكة" حيث كان مقر الفرقة السابعة عشرة التابعة للجيش السوري سابقا، والتي استولى عليها تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) في تموز/ يوليو 2017، وذلك عقب تعديل اسمه من "الجيش الحر" إلى "دولة العراق والشام" إبان سيطرته على الرقة، قبل أن يقوم الأخير بتسليمها لقوات الاحتلال الأمريكية وحلفائها ضمن عملية أمنية وإعلامية أشبه بالفضيحة جرت في حزيران/ يونيو 2017.
ومساء أمس، قتل وأصيب عدد من مسلحي "قوات الأسايش" بانفجار عبوة ناسفة استهدف مقرا لهم في مبنى قسم الشرطة الخارجية (سابقا) الواقع في شارع النور بحي لأدخار إلى الجهة الغربية من مركز محافظة الرقة.
وكان رتل عسكري أمريكي ضخم يضم نحو 30 آلية انسحب من أحد المدارس الابتدائية الحكومية التي اتخذتها القوات الأمريكية مقرا لها في منطقة (جزيرة عايد) بمدينة الطبقة.
وأشار إلى أن القوة الأمريكية المنسحبة كانت تتخذ وفيما رحلت الكتلة الرئيسية من القوة العسكرية الأمريكية عن مدينة الطبقة، فقد بقي لها مقر واحد للاتصالات يشغله عناصر من المخابرات الأمريكية ويقع في مدرسة حكومية بحي الاسكندرية (الحي الجنوبي) للمدينة، وهو مخصص للتشويش والتجسس على الاتصالات.
وتشهد مدينة الرقة وريفها تصاعدا كبيرا في حدة الاحتجاجات التي ينظمها الأهالي ضد تنظيم "قسد" (الكردي) الذي يعمل تحت إمرة (قوات التحالف) الذي يقوده الجيش الأمريكي شرق سوريا.
وانتشر فيديو يظهر قيام ناشطين في الرقة بحرق الأعلام الأمريكية والفرنسية ورفع العلم السوري.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت مدينة الرقة وريفها موجة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بمحاكمة عناصر من "الأسايش" قاموا بقتل مواطنين سوريين يعملون في أحد أسواق المدينة، وذلك بالتزامن مع ازديات الضغط المناوئ للقوات الأمريكية والفرنسية في المدينة وريفها.
وأكد مراسل سبوتنيك سابقا أن أهالي مدينة الرقة أنذروا تنظيم "قسد" الموالي للتحالف الأمريكي شرق الفرات، بضرورة إطلاق سراح المئات من الأسرى في سجونه بعد قيام التنظيم باعتقالهم على خلفية التحركات الشعبية المستمرة في المدينة وريفها احتجاجا على مقتل عدد من المواطنين على أيدي مسلحي الذراع الأمني للتنظيم.
شرارة حرق الأعلام الفرنسية
كما قام أهالٍ وعشائر في مدينتي الرقة ودير الزور بحرق الأعلام الأمريكية والفرنسية وجددوا مطالبتهم بخروج قوات الاحتلال الأمريكي والفرنسي من سوريا ووقف التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة، مؤكدين أن الجيش العربي السوري هو الحامي والضامن لوحدة سوريا وأمن شعبها.
إقرأ أيضا: حرق الأعلام الأمريكية والفرنسية في مدن سورية ومطالب بخروج "الاحتلال" (فيديو)
وأكد الأهالي عزمهم على مقاومة الاحتلال الأمريكي وجميع القوات الأجنبية في سوريا بطريقة غير شرعية والعمل على دحرهم منها بكل السبل المتاحة بالتعاون مع الجيش العربي السوري.
ودعا الأهالي الحكومة السورية إلى وصل الجسور، التي دمرها الجيش الأمريكي، وإزالة المعابر، التي أقامها الأكراد (قسد).
ووقعت الرقة تحت سيطرة تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي وميليشيات مسلحة منذ مارس/آذار عام 2013، قبل أن تؤدي الخلافات بين "النصرة" وتنظيم "داعش" الإرهابي إلى سيطرة الأخير على المدينة في يناير/كانون الثاني عام 2014 واتخاذه منها لاحقاً عاصمة لما سماها "الخلافة"، وذلك حى لحظة خروج مسلحيه آمنين منها بموجب اتفاق مع "التحالف الدولي" و"قوات سورية الديمقراطية — قسد" في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2017.
ويأتي تحرك أهالي المدينتين في وقت لا زالت تمنع فيه القوات الأمريكية وصول قوافل الإغاثة الإنسانية إلى الأهالي على الضفة الشرقية لنهر الفرات على مدى الأيام الماضية التي تحاول إيصالها فرق منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع الدولة السورية.