وافتتح المتحف الحيواني أبوابه للمرة الأولى في العام 1914، وتم تجديده عام 1963 و1988 واستمر في العمل عام 1998، ليتم إغلاقه بعدها لمدة 10 سنوات، قبل أن يتم تطويره وافتتاحة في عام 2015.
وتقول الدكتورة منال أنسي، مساعدة مدير المتحف الحيواني بالقاهرة لـ "سبوتنيك": "في البداية كان يتم عرض الحيوانات بعد تحنيطها في صناديق زجاجية، لكن بعد التطوير والتجديد الأخير تحول المتحف إلى لوحة تعبر عن عصور وحقب تاريخية، وأقيم المتحف الحالي على ثلاثة أدوار وكل دور تم تقسيمه إلى 10 بيئات مثل البيئة الرطبة والبيئة الأفريقية والبيئة الصحراوية والبيئة البحرية وعالم الأمازون وعالم القرود وبيئة الكيسيات وعالم المفترسات".
الثالث على العالم
وأضافت أنسي، "يعد هذا المتحف هو الثالث على العالم، إذ تم وضع البيئات العالمية في الدور الأول من المتحف، أما الدور الثاني فهو مخصص للزواحف والطيور والحيوانات المصرية، وفي الدور الثالث والأخير بالمتحف توجد مجموعات من الطيور النادرة التي انقرض بعضها من كل دول العالم وبالتحديد مصر".
وأوضحت منال أنسي، أن الحيوانات الموجودة جميعها تم تحنيطها، بالإضافة لبعض الهياكل لحيوانات كبرى، مثل الفيل والزرافة، والحوت الضخم الذي تم العثور عليه في عام 1936 على شاطىء البحر المتوسط، وأشارت إلى أن المتحف تابع لحديقة الحيوان بالجيزة، والتي تتبع بدورها وزارة الزراعة، وأنه هناك زيارات تتم من وزارة الآثار من معمل التلف البيولوجي من المتخصصين، الذين يقومون بوضع مواد حافظة للحيوانات المحنطة كل فترة من الزمن حتى تستمر في مقاومة العوامل المحيطة.
وتابعت: "لدينا حيوانات وأشياء مرعليها أكثر من قرن، ولدينا تمساح فرعوني عمرة يتعدى الـ 5 آلاف سنة تم العثور عليه محنطا في أحد المقابر حيث كان يعبده الفراعنة ويطلقون عليه الإله "سوبت".
التغذية بطرق علمية
وأثناء جولة "سبوتنيك" بالمتحف الحيواني، التقت الدكتور سمير رزق، مسؤول التغدية بحديقة حيوان الجيزة، الذي أكد أن عملية التغذي بالنسبة للحيوانات في الحديقة تمثل العنصر الأساسي، وأنه يجب أن تتم بصورة علمية، وذلك نظرا لأن الحيوان هنا يعيش في بيئة خاصة ولا يستطيع التحرك لمسافات طويلة كما في الغابات أو الجبال، ويتم عمل تحاليل لأعلاف الحيوانات ولا يتم استخدامها إلا بعد ورود التقرير.
وأكد مدير التغذية أن هناك زيادة كبيرة في أعداد الحيوانات نتيجة عمليات التكاثر التي تتم بطرق علمية ولدينا بشكل تقريبي كل أنواع الحيوانات والطيور الحية بالحديقة.
ومن جانبه، قال الدكتور رشاد رحيم، مدير عام حدائق الحيوان والأسماك بمصر لـ "سبوتنيك"، "إن هناك خطط يتم تنفيذها الآن بحدائق حيوان مصر وبشكل خاص في الحديقة الأم بالجيزة، نحن نعمل على محاور ثلاث أولها محور الحيوانات وتقسيمها حيث يوجد لدينا ما يقارب الـ 400 صنف منها بفضل تشغيل مركز الإكثار، وبشكل تقريبي نحن ضمن 7 حدائق التي لديها هذا الكم المعروض في مكان واحد".
وأوضح مدير عام الحدائق، أنه "لم يكن هناك اهتمام بالحيوان ذاته في السابق، وتغيرت تلك النظرية في الوقت الراهن ولا نأتي بكائن ونقوم بحبسه مع مجموعة من نوعه في مكان ضيق وغير مناسب للحيوان وللزوار في وقت واحد، وبعد تشغيل مركز الإكثار بدأنا نمد حدائق الحيوان على مستوى الجمهورية والتي يبلغ عددها 8 وليس الجيزة فقط".
وأشار رحيم إلى أن "معظم الحدائق بدأنا في تشغيلها بعد تشغيل مركز الإكثار ووجود إنتاجية، ونقوم حاليا بالتتجريب لإنتاج أنواع من التماسيح بعد أن توفر لدينا البيض، وسوف يحل هذا الأمر مشكلة كبيرة حال وصولة لمرحلة الانتاجية، ويمكن الاستفادة من ذلك فيما يتعلق ببحيرة السد العالي، وفي حال تمت عملية الإكثار للتماسيح بشكل كبير يمكن فتح الباب للتصدير".
ولفت مدير عام الحدائق إلى أن حديقة الحيوان في الجيزة، تشهد عمليات تطوير كبيرة، وكان المتحف الحيواني أحد أركانها، وسيتم تدشين شيء مشابة للمتحف عند بيت الزواحف، بالإضافة لعروض الدولفين والنزول وسط الأسماك والتماسيح للمشاهدة من داخل الصناديق الزجاجية.
كما كشف أن "عمليات التطوير تشهد محاولة إيجاد بيئة شبه طبيعية للحيوانات، فلا يمكن في القرن الحالي أن يتم حبس حيوان ليأتي من يشاهده، هذا الكلام لم يعد موجودا في العالم وأصبحت الحدائق المعمولة بنظام السجون فارغة وليس بها حيوانات".
وأشار رشاد رحيم إلى أن كل الحدائق المصممة بالنظام القديم لم تعد موجودة، وأن الجميع يعمل من أجل راحة الحيوات واستمتاع الزائر وألا يكون استمتاع الزائر على حساب الحيوان.
تقرير: أحمد عبد الوهاب
