ما مدى احتمال سعي المملكة العربية السعودية لنظرائهم الصينيين من أجل مثل هذا الطلب؟ يجيب مدير مركز الدراسات الإيرانية في جامعة ساوثويستيرن، جي كايون.
"في الوقت الحالي من الصعب إعطاء توقعات دقيقة حول هذه المسألة. إن دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط هي بناءة بشكل عام، فهي تقوم على مصالح السلام والاستقرار. الصين صديقة لكل من المملكة العربية السعودية وإيران".
وتابع الخبير "لا يمكن للصين سوى التقريب بين إيران ودول الخليج، ومساعدتهم على إيجاد التفاهم والتوافق، ومع ذلك فإن الصين لن تأخذ جانب المملكة العربية السعودية أو إيران، يمكنها فقط دعم المواقف العادلة التي تناسب كلا البلدين، والمبادرة إلى تسوية سياسية ومشاورات سلمية".
في الوقت نفسه، أعرب الخبير الصيني عن تقديره البالغ لقدرة الصين على أن تصبح وسيطا لعملية التسوية قائلا:
"التناقضات بين المملكة العربية السعودية وإيران هي هيكلية، من الواضح أيضا أن الدولتين بينهما اختلافات كبيرة من حيث الأيديولوجية، واستراتيجيات الدفاع والأمن القومي، واستراتيجيتهما العالمية".
من الصعب حل التناقضات بين الدولتين فيما يتعلق بالولايات المتحدة. يمكن للصين أن تلعب دورا بناء في محاولة منع تكثيف الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران ، وإنشاء منصة وآلية لاتصالاتهم ومفاوضاتهم.
لا يسعني إلا أن أقول "إن الصين ستحاول أن تلعب دورا فعالا في نزع فتيل العلاقات بين إيران والسعودية، وأن تشجع، بقدر الإمكان على تطوير علاقاتها في اتجاه بناء".
وأضاف المستشار الاقتصادي في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، أن "الصين هي المستورد رقم 1 بالنسبة للنفط السعودي حاليا، كما أن هناك مشاريع سعودية الآن مع الصين، ويمثل طريق الحرير انفتاحا صينيا كبيرا على العالم والشرق الأوسط".
وتابع الشهري: "العلاقة بين الرياض وبكين هي علاقة في الأساس استراتيجية اقتصادية، فالصين الآن تمتلك تقنيات عالية وتمثل بوابة جديدة للانفتاح على الشرق، وهناك مشروع سعودي باكستاني والذي يعد في الحقيقة منفذا جديدا لإيصال النفط في 10 أيام بدلا من 45 يوما، كل تلك الجهود تأتي في الإطار الاستراتيجي والاقتصادي".
وقال المستشار الاقتصادي السعودي إن "المملكة تمتلك ميزانا تجاريا كبيرا مع الصين عن طريق وارداتها من السلع وصادرات المملكة من النفط ومشتقاته، وعلاقات المملكة الحالية باتجاه الشرق سواء مع الهند أو باكستان أو الصين، وهي عبارة عن علاقة تتميز بالتنوع الاستراتيجي السعودي والتوازن في المنطقة والقارة".
وأضاف:"تأتي زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي سيقوم بها إلى الصين في إطار تمكين العلاقة السياسية والاستراتيجية الاقتصادية، وفي الدبلوماسية الحديثة، مصالح الدول مقدمة على أي قرار أيديولوجي، ومعروف في الدبلوماسية أن تمكين العلاقة الاقتصادية يؤدي إلى حماية المصالح للطرفين".