بيد أنه كان ممكنا أن يكون مصيره مغايرا ليصبح كلاشنيكوف مخترعا لآلات أخرى، وعلى الأخص معدات الدبابات.
وأقدم كلاشنيكوف على اختراع ما يسهل على جنود الدبابات مهمتهم في عام 1940 عندما كان سائقا لإحدى دبابات الجيش الروسي.
ودُعي كلاشنيكوف وقتذاك للمشاركة في مسابقة إنشاء العداد لتسجيل عدد طلقات مدفع الدبابة. ونال ما أبدعه كلاشنيكوف للمسابقة تقدير لجنة التحكيم التي نوهت إلى أن الجهاز الذي أنشأه كلاشنيكوف يَسهل صنعه ولا يتعطل أثناء العمل. واعتبر كلاشنيكوف ذلك بمثابة أول تقدير رسمي لجهوده في سبيل تصميم الآلات غير القابلة للتعطل.
وقام كلاشنيكوف وقتذاك بجملة أعمال منها العمل على زيادة فعالية المسدس "تي تي" عند إطلاق النار عبر الفتحة الخاصة في برج الدبابة. أما أهم أعماله في تلك الفترة فهو جهاز مراقبة عمل محرك الدبابة. ورُفع التقرير عن اختراع كلاشنيكوف إلى الجنرال غيورغي جوكوف، قائد منطقة كييف العسكرية في عام 1940 وقائد القوات المسلحة الروسية السوفيتية خلال الحرب الوطنية الكبرى (1941 — 1945)، فاستدعي كلاشنيكوف إلى كييف ليتحدث لقادة الجيش عن بدعته. ونال الجهاز إعجاب الجنرال جوكوف، خصوصا قدرته على إحصاء ساعات عمل محرك الدبابة بدقة.
وقرر قائد المنطقة العسكرية منح هدية — ساعة اليد — للجندي كلاشنيكوف تقديرا لجهوده في سبيل ابتكار ما هو جديد، وإيفاد المخترع إلى منطقة موسكو العسكرية لمواصلة اختبار جهازه.
ثم توجه كلاشنيكوف في يونيو/حزيران 1941، حسب توجيهات قائد قوات المدرعات، إلى مدينة لينينغراد ليعرض هناك جهازه لأحد أبرز مصممي الآلات المدرعة، سيميون ألكسندروفيتش غينزبورغ.
وأشاد الأخير بمميزات الجهاز الذي صنعه كلاشنيكوف، ووعد بوضع المستندات اللازمة لصنع النموذج التجريبي…
ولم يُكمل كلاشنيكوف مشواره الواعد في ميدان "الدبابات" بسبب الحرب التي بدأها النظام النازي الألماني في 22 يونيو 1941 حين اعتدت قواته على روسيا والجمهوريات السوفيتية المتحدة الأخرى. وغادر كلاشنيكوف مصنع الدبابات في مدينة لينينغراد، متوجها إلى جبهة القتال. وأصيب كلاشنيكوف في إحدى المعارك في أكتوبر/تشرين الأول 1941 بجراح خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى.
واهتم كلاشنيكوف خلال رحلة العلاج بابتكار ما يفيد المقاتلين، فاخترع في البداية مسدسا رشاشا. وفي عام 1945 شارك كلاشنيكوف في مسابقة إنشاء البندقية الرشاشة. وقررت لجنة التحكيم تقديم رشاش كلاشنيكوف "أ كا-47" إلى الجيش.