وأعلنت أحزاب معارضة، بينها جبهة القوى الاشتراكية، وطلائع الحريات، انضمامها إلى المسيرات الشعبية، بعد أن خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الجمعة الماضي، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وسط أنباء عن قطع السلطات حركة القطارات المتجهة إلى العاصمة لمنع توافد المزيد من المتظاهرين بحسب ما نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية.
وزحفت المسيرات نحو ساحة أول ماي، وسط انتشار أمني كثيف، كما تحركت مسيرات نحو ساحة البريد المركزي متجهين نحو ساحة أودان، فيما فرقت قوات مكافحة الشغب المشاركين بالغازات المسيلة للدموع.
وقالت صحيفة "الخبر" إن أيقونة الثورة التحريرية، جملية بوحيرد، التحقت بالمتظاهرين بقلب العاصمة وسط ترحيب كبير من المشاركين.
وتشهد الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة منذ ساعات الصباح الباكر، انتشارا أمنيا مكثفا بشكل كبير، في كل ما ساحة البريد المركزي، وأول ماي بالإضافة إلى ساحة الأمير عبد القادر، وساحة موريس أودان المحاذية لقصر الحكومة، بشارع زيغود يوسف.
وقال مراسل "روسيا اليوم" في الجزائر، إن السلطات الأمنية دفعت بتعزيزات أمنية في محيط قصر الرئاسة والمقار الحكومية والاستراتيجية، وفرضت طوقا أمنيا في مختلف الشوارع الرئيسية تحسبا للمظاهرة.
وأشار المراسل إلى أن المتظاهرين أكدوا تمسكهم بالطابع السلمي للاحتجاجات، لافتا إلى أن الشرطة لجأت لاستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وفي المقابل، ينتشر عناصر الشرطة بالزي المدني في الشوارع، وبالقرب من المساجد، والأحياء الشعبية التي تشهد حركة مكتظة، كباب الوادي، بلكور وغيرها من الأحياء، تطبيقا لتعليمات أصدرتها مديرية الأمن الوطني، وفقا للصحف المحلية.
كما تشهد المرادية، حيث قصر رئاسة الجمهورية، انتشارا أمنيا كبيرا، حيث انتشرت عناصر من مجموعة العمليات الخاصة للشرطة (GOSP)، وهي من النخبة في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، تحسبا للمسيرات، كما تنتشر سيارات مكافحة الشغب أيضا أمام ثانوية ديكارت، بالقرب من مقر الرئاسة.
وفي بقية الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة، تتواجد وحدات حفظ النظام في المواقع الاستراتيجية، وخاصة بالقرب من وزارة الدفاع الوطني، ومقر سونلغاز، على بعد أمتار من قصر الحكومة، وأيضا بساحة أديس أبابا حيث منعت قوات الشرطة المتظاهرين الجمعة الماضي من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية.
وكان رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، حذر الشعب الجزائري من تكرار نموذج الحرب في سوريا، فيما قاطعه نواب بالبرلمان وغادروا القاعة، بينما تتأهب البلاد لمظاهرات مليونية جديدة ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، غدا الجمعة.
ودعا أويحي في كلمته، اليوم الخميس، في البرلمان، حسبما نقلت قناة "النهار"، "الشباب إلى التعقل وحيا روح السلمية التي أبداها المتظاهرون خلال المسيرات"، غير أنه "حذّر من بعض الأطراف التي تريد استغلال الأوضاع لزرع الفتنة، والدعوة إلى الخراب".
وتابع: "أن المسيرات في سوريا بدأت بالورود وانتهت بالدم"، مضيفا "نقول للجزائريين، من حقكم الاختلاف مع النظام لكن لا نريد الاختلاف مع الوطن، الجزائر عانت كثيرا وبكت كثيرا، لا نريد عودة الخراب".
ووضع بوتفليقة الموجود في الحكم منذ عام 1999، حدا لأشهر طويلة من التكهنات مع إعلانه في 10 فبراير/ شباط قراره السعي لولاية خامسة. وأثار القرار موجة احتجاجات لم تشهد مثلها الجزائر منذ سنوات، لا سيما بالنسبة إلى انتشارها وشعاراتها التي تستهدف مباشرة الرئيس ومحيطه.
وأعيد انتخاب بوتفليقة منذ عام 1999 بشكل متواصل، لكن الأخير لم يعد يظهر إلى العلن إلا نادرا منذ أن تعرض لجلطة دماغية عام 2013.