ويأتي تعقيد المشهد الحالي بناء على ما يجري في إدلب في الوقت الراهن وبناء على تقاطع المواقف الإقليمية والدولية تجاه أسلوب وطرق التعامل مع قضية إدلب، ومايتفرع عنها من إرتدادات وإنعكاسات محلية وإقليمية ودولية بالإستناد إلى سبل الحل الذي يرضي جميع الأطراف المتداخلة، وقبلهم جميعاً إرضاء الدولة السورية بما يحفظ سيادتها وإستقلالها على أراضيها.
وهنا لابد من مناقشة عدة محاور بناء على ماتقدمم وأهمها:
— ماحقيقة مايجري في إدلب حالياً ؟
— أستانا، سوتشي، نقاط الإلتقاء وتقاطع محاورهما، لكفة من ترجح ؟
— ماهية الآلية الجديدة التي طرحها الوزير لافروف ما بعد قمة الضامنيين سميت آلية "خطوة خطوة" ومن ثم آلية الاستقرار النهائي.. في ظل بقاء الوضع في إدلب على ما هو عليه ؟
— في ظل هذه المتغيرات والتقلبات هل إقتربت المعركة في إدلب؟
— ماهي السياسة مستجدات التركية في إدلب، وماهي نوايا تركيا المبيتة هناك ؟
— إنطلاقاً من الإرهاصات الحاصلة هل سيفشل لقاء آستانا؟
— كيف يمكن قراءة طريقة التعاطي السوري — الروسي مع ما يجري ؟
حول حقيقة مايجري حالياً في إدلب يرى الباحث في القضايا الجيوسياسية الدكتور سومر صالح أن:
"جملةٌ من المتغيرات والأحداث شهدتها محافظة إدلب السورية في الأيام القليلة الماضية، تشير بوضوح إلى مسعىً تركيٍّ خطيرٍ لتثبيت حالة من الأمر الواقع هنالك، ومن ثم محاولة الإنتقال إلى مسارٍ سياسي يثبّت هذه الحالة "status quo"، وكلام وزير خارجية النظام التركي منذ أيام عن المحافظة على الهدوء في مدينة إدلب ضمن صيغة أستانا، وكلامه عن دور الأمم المتحدة، وعلاقة أستانا بجنيف يشير إلى المسعى التركي الجديد، إضافة إلى تسيير دوريات بين نقاط المراقبة التركية (8.03.20190) والحديث عن عملية مشتركة ضد النصرة في إدلب بين روسيا وتركيا (13.03.2019) يأتي ضمن ذلك السياق".
بالنسبة لتقاطعات محاور سوتشي وأستانا ومصير كليهما بعد آلية "خطوة بخطوة" التي طرحها الوزير لافروف يقول الدكتور صالح: "تعمدت السياسة التركية التدليس في إجراءاتها بمعنى إسنادها إلى أستانا أو إتفاق سوتشي الثنائي أو حتى ضمن آلية "خطوة خطوة" التي تحدث عنها لافروف (15.02.2019)، وهذا كذبٌ مفضوحٌ فإتفاق سوتشي الثنائي المتفق عليه بين روسيا وتركيا (17.09.2018) يشير إلى جملة إجراءات تهدف إلى إخلاء المنطقة من الإرهاب ومن ثم مراقبة تطبيق الاتفاق، فيخرج وزيري الدفاع والخارجية التركيين ليتحدثا عن دوريات ونقاط مراقبة تنفيذاً لهذا الإتفاق دون تطبيق البنود المتعلقة بالقضاء على الإرهاب أو إيجاد منطقة منزوعة السلاح والإرهابيين في محيط إدلب، دون أن نغفل أمراً مهماً وهو أن ما بعد 1.01.2019 سيطرت جبهة النصرة التنظيم الإرهابي المتشدد على كامل محافظة إدلب بعد عملية إستلام من فصائل محسوبة وتعمل تحت إمرة المشغل التركي. إذاً نقاط المراقبة والدوريات التركية هيّ بهدف حماية نفوذ النصرة الإرهابية الجديد، والحديث التركي عن رفض عملٍ عسكريّ في إدلب هو لحماية واحدٍ من أكثر التنظيمات الإرهابية تشدداً في العالم".
وعن الموقف الروسي السوري المنتظر في ضوء المستجدات الراهنة قال الدكتور صالح:
"بالنسبة للموقف السوري فهو حاسم وصارم بإستئصال الإرهاب كاملاً من كل شبر من سوريا، أما روسيا فما زالت تتريث وطرحت آلية "خطوة خطوة" في إدلب لعلها تنجح في دفع تركيا إلى الإبتعاد عن حماية النصرة، ولكن بذات الوقت تحدث لافروف على أن الصبر ليس إلى مالا نهاية، فمن المرجح أن تحمل قمة الضامنين الرابعة شيئاً جديداً، فإما تنجح آلية "خطوة خطوة" في إعادة إحياء إتفاق سوتشي الثنائي أو أن الأمور ذاهبة إلى إستقطاب ومواجهة حادة في إدلب، إذا بقيت تركيا على إصرارها في حماية الإرهاب، دون أن نغفل أن إدلب والجزيرة السورية ملفين مرتبطين ببعضهما بشكل كبير".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق أعلاه.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم