وأضاف في حوار مع "سبوتنيك"، أن مسألة الانتقال الديمقراطي في تونس محل أنظار الجميع في الداخل والخارج، وأشار إلى أن الهيئة بتنظيمها لثلاث محطات انتخابية سابقة (الانتخابات البرلمانية سنة 2011، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية سنة 2014)، وتنظيمها العام الماضي للانتخابات البلدية (المجالس المحلية) تمكنت من اكتساب خبرة هامة في تنظيم وإنجاح مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي مرت بها تونس بعد ثورة 14 من يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
سبوتنيك: بداية هل يمكن القول إن استعدادات الهيئة للرهان الانتخابي القادم توضحت وتم ضبطها لاسيما بعد استكمال تركيبة الهيئة وإعلان الروزنامة الانتخابية؟
نبيل بفون: بالفعل استعدادات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للاستحقاق الانتخابي القادم أصبحت واضحة، والهيئة بصدد المضي بكل وضوح نحو إنجاز الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة ويمكننا القول أن الهيئة جاهزة لإنجاح المحطات الانتخابية القادمة.
سبوتنيك: حتى اليوم لم يتم الحسم من قبل البرلمان فيما يتعلق بمسألة تنقيح القانون الانتخابي ومسألة انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية… هل يؤثر ذلك على روزنامة الانتخابات والاستعدادات اللوجستية للهيئة؟
نبيل بفون: مشروع تنقيح القانون الانتخابي الذي لا يزال محل أنظار البرلمان لن يؤثر على عمل الهيئة من الناحية اللوجستية والتقنية، وهذا التنقيح لن تكون له أي نتائج على العملية اللوجستية، فقط سيكون في علاقة بإعلان النتائج فيما يتعلق بمسألة العتبة الانتخابية وهي مسألة سيادية للبرلمان ولا دخل للهيئة فيها، أما بخصوص عدم انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية إلى حد اليوم فإن ذلك لن يعطل عملية إجراء الانتخابات على الرغم من أهمية هذه المحكمة في البناء الديمقراطي بتونس بشكل عام.
سبوتنيك: ألا تخشون من عزوف المواطنين عن التسجيل والانتخاب؟ وماذا جهزتم لذلك وما هي خطتكم لضمان أكبر عدد من المسجلين في الانتخابات؟
نبيل بفون: عملية التسجيل للانتخابات ستنطلق في 10 أبريل/ نيسان 2019 وستعمل الهيئة على تنظيم حملات تحسيسية ميدانية حيث ستوفر الهيئة قرابة 3000 عون تسجيل بالأماكن العامة وفرق متنقلة إلى المناطق والمحافظات النائية، هذا إلى جانب حملات ترويجية تشمل مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن عزم الهيئة التنسيق مع مختلف منظمات ومكونات المجتمع المدني بتونس والخارج بهدف التحسيس بأهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي.
سبوتنيك: وهل الميزانية المخصصة للهيئة لسنة 2019 كافية لتلبية متطلبات عمل الهيئة؟
نبيل بفون: بالنسبة لميزانية الهيئة التي تم المصادقة عليها من قبل البرلمان والمقدرة بـ 83.930 مليون دينار فسيتم العمل على حسن تسييرها على اعتبار أن سنة 2019 ستكون سنة انتخابية بامتياز وستجرى خلالها انتخابات تشريعية ودورة أو دورتان في الانتخابات الرئاسية.
سبوتنيك: هل تم إحداث تغييرات على تقسيم الدوائر مقارنة بالانتخابات في 2014؟
نبيل بفون: تم الإبقاء على نفس الدوائر التي تم العمل عليها سنة 2011 و2014، فالدوائر الانتخابية محددة وعددها 33 دائرة 27 دائرة انتخابية في تونس و6 دائرة في الخارج، الحديث عن إعادة تقسيم الدوائر سيؤثر على عمل الهيئة في الوقت الحالي ولا يمكن تعديل هذا التقسيم في الفترة القادمة.
سبوتنيك: وماذا عن استعدادات الهيئة لتنظيم الانتخابات في الخارج؟
نبيل بفون: بخصوص استعدادات الهيئة لتنظيم الانتخابات في الخارج هناك لجنة مشتركة بين كل من وزارة الشؤون الخارجية وهيئة الانتخابات، ستتولى الإعداد للانتخابات في الخارج والتي ستجرى في 47 دولة وتتوزع على 6 دوائر انتخابية وسيتم تنظيم حملات تحسيسية في الخارج وستكون لنا لقاءات مع الجالية التونسية ومع مكونات المجتمع المدني بالخارج.
سبوتنيك: ماهي أهم التحديات التي تواجه عمل الهيئة خلال الفترة القادمة؟
نبيل بفون: أكبر تحد بالنسبة للهيئة هو وجود قرابة 3 ملايين تونسي خارج السجل الانتخابي لذلك تسعى الهيئة إلى توفير مختلف الإمكانيات والعمل على تسجيل أكبر عدد من الناخبين إلى جانب عمل الهيئة على إنجاح الانتخابات في الخارج الذي يمثل هو الآخر تحد لعمل الهيئة على اعتبار العديد من الصعوبات اللوجستية التي يجب تجاوزها لإنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي في الخارج، فضلا عن تحد آخر هو مراقبة الحملات الانتخابية الذي ستعطيه الهيئة الأولوية المطلقة بهدف تحقيق مبدأ تكافئ الفرص بين مختلف المرشحين لهذه الانتخابات.
سبوتنيك: ما هو ردكم على بعض المشككين في استقلالية وحياد الهيئة؟
نبيل بفون: فيما يتعلق بمسألة التشكيك في استقلالية الهيئة، هي في الحقيقة مسألة قديمة جديدة وقد أثبتت الهيئة بتنظيمها لعديد المحطات الانتخابية السابقة منذ سنة 2011 نزاهتها ولعل التقارير التي أنجزها المجتمع المدني المعني بمراقبة العملية الانتخابية سواء محليا أو دوليا خير دليل على درجة حياد الهيئة وشفافيتها في تنظيم العملية الانتخابية.
سبوتنيك: ما مدى أهمية المحطة الانتخابية القادمة سواء كانت البرلمانية أو الرئاسية في إبراز وتعزيز مكانة وصورة تونس في الخارج؟
نبيل بفون: الانتقال السلمي للسلطة في تونس أضحى محل أنظار العالم منذ ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011، وهذا الانتقال تشرف عليه هيئة مستقلة تقوم بحرفية عالية وقد كان ذلك محل تثمين العديد من الملاحظين الأجانب وعديد الدول الأجنبية، واليوم تونس تسعى إلى تحقيق انتخابات ذات نوعية عالية وستكون انتخابات 2019 برهانا على ذلك في تعزيز مكانة وصورة تونس في الخارج.
أجرى الحوار مريم قديرة