وقال الشهري في اتصال مع "سبوتنيك" إن التحالف "تدخل بناء على طلب من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا لدحر انقلاب ميليشيا متمردة مدعومة من إيران لأهداف مذهبية وطائفية ضمن المشروع الذي تسعى إيران لإقامته في شمال الجزيرة، العراق وسوريا ولبنان وفي الجنوب عبر أرض اليمن" وفق قوله.
وأضاف أن "المشروع الذي تريده إيران ويريد الحوثيين تنفيذه ليكون مهددا لأمن دول الخليج لأسباب أيديولوجية وسياسية لتحقيق الحلم الفارسي القديم في السيطرة على الوطن العربي".
"من هذا المنطلق قادت السعودية التحالف العربي بناءً على القرار الأممي 2216 الذي يجيز استخدام القوة لدحر الانقلاب واعادة الشرعية ولذا فالحرب يمنية يمنية والتحالف يقدم الدعم اللوجستي حسب طلب الشرعية ويراعي في ذلك قواعد الحرب والاشتباك في عدم استهداف الأعيان المدنية والمدنيين ومراعاة حقوق الإنسان، والشعب اليمني".
وأشار إلى أن "عصابة الحوثي إلى انتهاك كل الاعراف والقوانين الإنسانية بقتل الأبرياء وهدم القرى والمنازل وتجنيد الأطفال والنساء وزراعة أكثر من مليون ونصف لغم بشكل عشوائي لاستهداف المدنيين والأبرياء مما خلف آلاف القتلى والمعاقين من الشعب اليمني، وهذا ما أطال فترة الحرب" حسب قوله.
واستطرد:
"السعودية تقود الحرب العسكرية فهي تقود مشروع نماء وبناء يتمثل في الدعم المالي الذي فاق عشرة مليار دولار على شكل مساعدات عبر مركز الملك سلمان أو من خلال الودائع المالية في البنك المركزي الذي فاقت ثلاثة مليار دولار. كما قدمت أكبر مشروع في العالم لإزالة الألغام الحوثيه (مسام) والذي نجح في ازالة مايزيد عن نصف مليون لغم مزروع بشكل عشوائي، كما تصدت السعودية لأكثر من 220 صاروخا حوثيا استهدف المدن السعودية".
وتابع: "مما سبق يتضح المشروع الذي تحمله هذه المليشيا والذي يتمثل في اقامة "حزب الله" آخر في اليمن بدعم مالي وعسكري ولوجستي من إيران وحزب الله اللبناني لتكون مهددة لدول الخليج والممر المائي الهام وهو باب المندب".
وحول أسباب طول فترة الحرب قال الشهري: "في اعتقادي أن هذه الحرب قد طالت بسبب رغبة الشرعية والتحالف بعدم استهداف المدن والمدنيين الأبرياء كذلك الدور غير المتوازن من الأمم المتحدة عبر مناديبها الثلاثة لم يكن حاسما بل تسعى لإدارة الصراع وليس لحله وكانت تفزع لإيقاف الحرب وطلب الهدنه عند كل نصر وتقدم لقوات الشرعية وهذا يعطي مؤشر للدور غير النزيه للأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية المسيسة".
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن مكاسب السعودية ودول التحالف تمثلت في إسقاط وإبطال "المشروع الصفوي المراد إقامته في اليمن، حيث قرر الشعب اليمني المدعوم من التحالف أن ايران لن يكون لها ذراع حزبي أو كيان عسكري يهدد أمن المنطقة".
"وهذا الهدف الإستراتيجي هو بمثابة انتصار ومكسب يحققه الشعب اليمني والشرعية اليمنية رغم الخسائر وطول مدة الحرب، إلا المشهد الحالي على الأرض يؤشر لقرب نهاية هذه المليشيا في ظل رفض شعبي وقبلي لهذه العصابة التي ترفع شعارات مذهبية وطائفية دخيلة على اليمن الدولة والشعب".
ويشهد اليمن، حربا منذ 2014 بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
ومنذ ذاك الحين، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفق منظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.