وكان المؤرخ الشهير بعبارته "مصر هبة النيل"، قد نشر في كتابه "وصف مصر" صورة لنهر النيل، التي أظهرت سفنا تجارية.
ولكن شكك كثير من المؤرخين في صحة تلك الصورة، وزعم كثيرون أنها مزيفة، خاصة وأنه لم يثبت صحة وجود سفن شحن نيلية على الإطلاق، بحسب ما نشرته صحيفة "الديلي إكسبريس" البريطانية.
ولكن مجموعة من علماء الآثار عثروا على بقايا قارب يعود لعصر الفراعنة، والذي يكشف عما وصف بـ"مركز تجاري" عالمي في قلب نهر النيل.
وعثر الباحثون على ذلك القارب بالقرب من أحد مصبات نهر النيل القديمة، والذي حافظ طمي نهر النيل عليه، بالقرب من الجزء الغارق من مدينة "هرقليون" أو "ثونيس" المصرية القديمة، على بعد 32 كيلومترا من مدينة الإسكندرية، وبالقرب من مدينة مرسى مطروح في الساحل الشمالي.
وبينت عمليات الحفر أن حجم القارب كان كبيرا وشكله يشبه الهلال، وبنيته غير معروفة تتضمن ألواحا سميكة مربوطة مع بعضها بمسامير خشبية، ويقدر طول القارب بـ 28 مترا، بحسب ما نشرته الصفحة الخاصة بوزارة الآثار عبر "فيسبوك".
كما يشير الباحثون إلى أن 70 % من جسم القارب مصنوع من خشب السنط ولا يزال بحالة جيدة. وكان القارب يوجه بمقود محوري مرتبط بمجذاف كان يمكن تركيبه في مؤخرة القارب.
Ancient Egypt mystery SOLVED: Nile shipwreck PROVES Herodotus' Nile cargo boat DID exist https://t.co/EDJvQhK9L0 pic.twitter.com/kRq4ZfLn3N
— Sailors Society SA (@SailorsSocSA) March 20, 2019
والأمر المثير، وفقا لما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أن تلك السفينة كانت مزودة بمرساة "هلب" مختلفة بصورة كبيرة عما كان معتادا في تلك الفترة، وهو ما يشير إلى تطور صناعة سفن الشحن التجارية في عصر الفراعنة، ويؤكد ما نشره هيرودوت في كتابه.
وأوضح ايهاب فهمي، رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أن المرساوات التي تم العثور عليها عبارة عن مرساوات حجرية وحديدية وأخرى مصنوعة من الرصاص، والتي تعود لعصور مختلفة بدءأ من العصر الهلينستي وحتي القرن العشرين، بال‘ضافة إلى العثور على عدد من الأواني الفخارية من منطقة شمال أفريقيا، ومصر، واليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وفلسطين، الأمر الذي يشير قويا الي كثافة النشاط البحري في تلك المنطقة عبر العصور المختلفة، وأن مرسي باجوس ظل مستخدما من قبل السفن لمدة تزيد علي ألفي عام.
وأكد فهمي أن البعثة ستواصل أعمالها لعمل دراسة دقيقة لتلك المراسي وأنواعها المختلفة، لإلقاء الضوء علي تطور هذا النوع الهام من الآثار البحرية في مصر، وخاصة مع وجود علاقة مباشرة بين حجم ونوع المرسى والسفينة التي كانت تستخدمها.
وأشار الدكتور عماد خليل، رئيس مركز الآثار البحرية بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، إلى أن مشروع المسح الآثري البحري في مرسى باجوش، هو مشروع يتم حاليا على ساحل البحر المتوسط خارج مدينة الإسكندرية أحد الموانيء الطبيعية الهامة المذكورة في العديد من المصادر التاريخية، والتي كانت مستخدمة بشكل أساسي في القرن الثالث قبل الميلاد، وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد بدأت البعثة أعمال المشروع عام ٢٠١٥.