وتنتمي المستودعات بحسب الصحيفة البريطانية إلى "Fondomonte Farms" ، وهي شركة تابعة لشركة "المراعي" السعودية ومقرها المملكة العربية السعودية — وهي واحدة من أكبر شركات إنتاج الأغذية في العالم. وتبيع الشركة الحليب والحليب المجفف والمواد المعبأة مثل الكرواسان والكيك في محلات السوبر ماركت والمتاجر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي محلات البقالة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
كل يوم حلو أوله حليب #المراعي #صباح_الخميس pic.twitter.com/zXNyg7dNji
— Almarai — المراعي (@almarai) March 21, 2019
وكل شهر، تقوم "Fondomonte Farms" بتحميل البرسيم على حاويات شحن معدنية ضخمة لترسل إلى ميناء ضخم على البحر الأحمر، خارج مدينة الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية.
وتقول الصحيفة إنه "نظرًا لأن المشهد في المملكة العربية السعودية غالبًا ما يكون صحراويًا وأن البرسيم محصول كثيف الاستخدام للمياه، كانت كلفة زراعته باهظة وتستنزف موارد المياه الشحيحة، لدرجة أن الحكومة السعودية حظرت زراعته أخيرًا في عام 2016.
وتابعت أنه "بسبب ذلك الحظر، قررت شركة "المراعي" السعودية شراء الأراضي أينما كانت رخيصة وبها مياه تسمح لإنتاج ما يكفي من العلف لـ93000 بقرة".
وتقول الصحيفة البريطانية أنه "في عام 2012، استحوذت الشركة على 30000 فدان من الأراضي في الأرجنتين، وفي عام 2014، اشتروا أول قطعة أرض في ولاية أريزونا. وبعد ذلك، في عام 2015، قاموا بشراء 1700 فدان في بليث — وهي مدينة زراعية شاسعة تقع على ضفاف نهر كولورادو، حيث يبدو كل شيء ما عدا البرسيم مصبوغاً بالرمال. وبعد أربع سنوات، أصبحت الشركة تمتلك 15000 فدان — 16٪ من كامل الوادي المروي".
In a drought-stricken area of a drought-afflicted state, is a small town called ‘Blythe’
— geo (@delgeo1) March 25, 2019
where #Alfalfa is king
More than half of the town’s 94,000 acres are bushy blue-green fields growing the crop.. the alfalfa will be fed to cows in Saudi Arabia, belongs to Fondomonte Farm pic.twitter.com/0jJywmFGGM
وتشير الصحيفة إلى أن "ما تقوم به "Fondomonte Farms" هو مجرد فصل في القصة الطويلة لإدارة المياه في الغرب.. فصل يكشف النقاب عن سلسلة التوريد العالمية، ومدى سهولة نقل سلعة مثل البرسيم، أو الخس عبر أكثر من 13000 ميل من البر والبحر".
وتضيف أنه "على الرغم من أن بليث عبارة عن صحراء، إلا أنها مجاورة لنهر كولورادو الأدنى، وهو النهر الذي يوفر المياه لحوالي 40 مليون شخص ويروي 4 ملايين فدان من الأراضي".
ونقلت "الغارديان" عن بارت ميلر، مدير برنامج الأنهار الصحية في "Western Resource Advocates"، قوله "إنه على مدار الثمانين عامًا الماضية، ونظرًا لنمو المدن القريبة مثل دنفر ولوس آنجلوس وفينيكس وتوسع المزارع واسعة النطاق، فإن الطلب على النهر يتزايد بثبات. وأن النهر تقلص أيضًا بسبب تغير المناخ. كما عانى من الجفاف المستمر منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، مع تراجع الأمطار والثلوج".
وتقول الصحيفة إنه "على الرغم من قوتها الزراعية، يعيش 23٪ من سكان بليث في فقر (مقارنة بـ 12٪ على الصعيد الوطني)".
Blythe Bridge pic.twitter.com/ADw1nRqQZR
— ST119NT (@ST119NT) March 25, 2019
وبحسب "الغارديان" توظف شركة "Fondomonte" بعضًا من أكثر الآليات المتقدمة وهي برامج كمبيوتر تجمع بين صور الأقمار الصناعية وصور الطائرات دون طيار لتحديد خصائص التربة لكل بقعة من الأراضي، وتلتقط الطائرات دون طيار مقاطع فيديو، وتبني الشركة حاليًا نظامها الخاص من القنوات داخل المزرعة والبوابات الإلكترونية حتى يتمكنوا من ري كل حقل بلمسة زر واحدة من وراء شاشة الكمبيوتر في المكتب. وهذا كله جزء من جهودهم المستمرة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة وجودة المحاصيل، وبالتالي ربحهم، وبالتالي إمبراطوريتهم في المملكة العربية السعودية".
ويقول دان بوتنام، خبير البرسيم والأستاذ بجامعة كاليفورنيا للصحيفة "إن البرسيم الذي تم زراعته في الولايات المتحدة يتم شحنه إلى الخارج منذ فترة طويلة، قبل وقت طويل من نقله عبر شركة "المراعي" السعودية".
مضيفاً أن "البرسيم هو ثالث أكبر منتج اقتصادي في الولايات المتحدة، ولكن يتم تصدير 4 ٪ فقط منه سنويا. ومع ذلك، فإن في الدول الغربية، التي تعد منتجة عالية بالقرب من موانئ الشحن إلى أسواق التصدير الرئيسية مثل الصين والمملكة العربية السعودية واليابان، يتم تصدير حوالي 15٪ كل عام. وهذه الدول ذات الصادرات المرتفعة هي أيضًا دول تصارع الجفاف، مما يعني أن معظم الدول التي تعاني من شح المياه تشحن الكثير من مياهها إلى الخارج، في شكل برسيم".
وتشير الصحيفة إلى أنه "عندما بدأت "المراعي" السعودية في شراء الأراضي في غرب الولايات المتحدة، غضب دعاة حماية البيئة والعديد من المواطنين العاديين".