وصف خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية الروسي، رسلان ماميدوف ، لـ"سبوتنيك"، التغييرات التي تحدث في الأنظمة العربية بأنها انتقال لأنظمة جديدة.
وقال ماميدوف "فإنه وبنظرة سريعة لتاريخ الدول العربية، فغالبا ماكان دور الجيش مؤثرا، فبعد الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية تميزت الدول العربية غير الملكية بوضعية خاصة.
ففي العراق في عام 1958 أطاح الضباط العراقيون بقيادة عبد الكريم قاسم بالملك وكان للجيش دور أساسي لإقامة الدولة، ليأتي لاحقا صدام حسين الذي أدرك أهمية دور الجيش والمخابرات في قيادة البلاد.
وفي سوريا كانت هناك الكثير من الانقلابات العسكرية ولم تبدأ فقط بوصول حافظ الأسد إلى الرئاسة من خلال قيامه بـ"الحركة التصحيحية"، كذلك الأمر في مصر حيث وصل الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى الحكم من خلال حركة الضباط الأحرار.
وفي ليبيا كان الأمر كذلك مع حركة الضباط الشباب بقيادة معمر القذافي، ليتعزز دور الجيش في كل بلد عربي تقريبا".
وتابع قائلا "في عامي 1990 و2000، شهدت بعض الدول العربية نشاطا للأنظمة المدنية إلا أنها وضعت من قبل أشخاص من الجيش، كفترة حكم الرئيس المصري حسني مبارك.
ووصول محمد مرسي إلى الرئاسة المصرية في انتخابات مدنية إلى أنه لم يبقى طويلا في السلطة نتيجة لسياساته الإقتصادية السيئة وتوزيعه للثروات على النخبة، ونتيجة لذلك وصل عبد الفتاح السيسي الى الرئاسة المصرية ليعود الحجيش الى السلطة".
وأضاف ماميدوف "بأن التطورات في الشرق الأوسط هي عملية معقدة مع النظر إلى الوضع في ليبيا والسودان الذي يتطور بشكل كبير دون نسيان الوضع في الجزائر.
كما أن الوضع في السياسة الإقليمية يتغير الأمر الذي يدفع بعض اللاعبيين الإقليمين على الخوف على ثرواتهم، فعلى سبيل المثال السياسة الإماراتية والسعودية تتعارض مع سياسة قطر وتركيا في المنطقة".
وبحسب الخبير فإن ،"خليفة حفتر في ليبيا يتمتع بدعم من الإمارات والسعودية ومصر في الوقت الذي تتلقى فيه معارضته دعما من قطر وتركيا، كذلك الأمر في السودان حيث من الممكن أن تصل قيادات إلى السلطة على صلة بالسعودية والإمارات".
وأكد الخبير" بأنه في الوقت الحالي ليس من الواضح كيف ومتى سينقل الجيش السلطة إلى المدنيين، كما أن سيناريو تحول قائد عسكري إلى زعيم سياسي شرعي هو أمر وارد أيضا، حيث يعمل الجيش في السودان على تحقيق الاستقرار والأمن".
واختتم الخبير قائلا "بأن مهمة الجيش هي مواجهة التحديات الخارجية، ولكن في ظل ظروف الدولة الضعيفة مع وجود التحديات الداخلية، يطرح سؤال هو كيفية مواجهة هذه التحديات، ويمكن للحكومة اللجوء إلى الجيش باعتباره المؤسسة الأكثر تنظيما والتي يمكن ان تحدث استقرار".