واقتداءً بالمسيح قام البابا فرنسيس بغسل وتقبيل أقدام 12 سجينا اليوم الخميس، خلال طقس تقليدي ودعاهم إلى معاونة بعضهم بعضا.
ويقوم الكاهن في كثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بغسل أرجل المصلين ورشهم بالزيت في هذا اليوم.
واعتاد البابوات السابقون إقامة طقس خميس العهد في واحدة من كبرى كاتدرائيات روما حيث يغسلون أقدام 12 قسيسا. لكن البابا فرنسيس نقله إلى أماكن احتجاز مثل السجون ومراكز المهاجرين ونزل المسنين وذلك للتأكيد على رمزيته.
وسافر البابا هذا العام إلى سجن في بلدة فاليتري على بعد 40 كيلومترا تقريبا جنوبي العاصمة الإيطالية روما.
وقال البابا للسجناء "ينبغي للقوي أن يخدم الضعيف. من يظن أنه الأقوى يجب عليه أن يخدم (غيره). ينبغي لنا جميعا أن نخدم بعضنا البعض".
ويخبرنا الإنجيل أنه في يوم خميس العهد تم القبض على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف.
وخميس الأسرار هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام يسبقهٌ "أربعاء البصخة" ويليه "الجمعة العظيمة".
ويقع تاريخ هذا اليوم دائماً بين 19 مارس/ آذار و 22 أبريل/ نيسان. لكن هذه التواريخ تقع في أيام مختلفة اعتماداً على ما إذا استُخدم التقويم الغريغوري أو التقويم اليولياني.
وتستخدم الكنائس الشرقية عموماً التقويم اليولياني. لذلك يكون الاحتفال بالعيد على مدى الـ21 قرن بين 1 أبريل و 5 مايو/ أيار في التقويم الميلادي (الغريغوري) والأكثر شيوعًا.
وسمي ذلك اليوم في مصر بـ"خميس العدس" حيث كان مسيحيو مصر يطبخون فيه العدس المصفى، ويسميه أهل الشام خميس الأرز أو خميس البيض وكذلك مسيحيون الأندلس يسمونه خميس أبريل وكان الفاطميون يحتفلون بهذا العيد مشاركة لرعاياهم من الأقباط ومن رسومهم فيه ضرب نقود تذكارية من الذهب تسمى خراريب (جمع خروبة)، توزع على رجال الدولة بمقادير معلومة.
واستذكارًا لليلة خروجهم من مصر، يقيم اليهود حسب شريعة موسى في أول أيام الفطير، عشاءً خاصًا يتناولون فيه خبزًا فطيرًا لأن أسلافهم ليلة الخروج لم يجدوا الوقت لتخمير الخبز فأكلوه فطيرًا.
وهذه المناسبة في التقليد اليهودي، احتفل بها المسيح مع التلاميذ الاثني عشر في القدس. وبعد أن تناولوا العشاء، قدّم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، وطلب استذكار هذا الحدث إلى أن يأتي ثانية، مؤسسًا بذلك القداس الإلهي وسر القربان، بحسب "الموسوعة العربية المسيحية".
وحَفل العشاء الأخير بالعديد من الأحداث، فقد تنبأ يسوع أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، وقدّم خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتي تدون بشيء من التفصيل في إنجيل يوحنا "التلميذ الذي كان متكئًا على حضن يسوع خلال العشاء" حسب التقليد.
وركّز يسوع في هذه الخطبة، على المحبة معتبرًا إياها العلامة الفارقة: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كنتم تحبون بعضكم بعضًا".
وكان يسوع قد بدأ العشاء بأن غسل أقدام التلاميذ حسب عادة العبيد، ليعلمهم بالفعل لا بالقول فقط، الاتضاع والعطاء وروح الخدمة.
وحسب العقيدة المسيحية، فإنه بعد العشاء، غادر يسوع ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضي أغلب وقته، وفي الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنا زبدي، ثم انفرد بنفسه لكي يصلي، وأعلن عن حزنه وقد ظهر له ملاك من السماء يشدده، وعندما فرغ من صلاته، عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نيام، وبعد برهة قصيرة، حضر يهوذا الإسخريوطي برفقة حرس الهيكل وجند رومان وعدد من الشيوخ، وكانت العلاقة المتفق عليها بين يهوذا والجند، أن من يقبله يكون هو المطلوب اعتقاله، وإذا قبّله، حاول بطرس الدفاع عنه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة ملخس، فأعادها يسوع بمعجزة، وفي حين هرب القسم الأكبر من التلاميذ، سيق يسوع إلى مقر رئيس الكهنة.