وقال بيسكوف، للصحفيين "الليلة، بعد التحدث مع المشرعين، سيتوجه الرئيس إلى فلاديفوستوك للقاء كيم جونغ أون. أنتم تعرفون، أنه وصل بالفعل إلى هناك. وستُعقد المباحثات".
ويلتقي الزعيمان بعد شهرين تقريبًا من محادثات كيم جونغ أون مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. حيث كان الاجتماع الأول في صيف عام 2018، ووعد الزعيم الكوري ترامب بأن تتخلى كوريا الشمالية في المستقبل القريب تمامًا عن الأسلحة النووية، وأن السلام سوف يسود في شبه الجزيرة الكورية.
لكن الاجتماع التالي في فبراير 2019، لم يجلب أية نتيجة، حيث أعلن ترامب أن المفاوضات يجب أن تتوقف قبل الموعد المحدد، لأن الجانبين لم يتفقا على شروط رفع العقوبات عن بيونغ يانغ. بعد الاجتماع بفترة وجيزة، أعلنت كوريا الديمقراطية عن الاختبار الناجح للأسلحة الموجهة التكتيكية الجديدة.
انطلاقا من هنا، يرى معظم الخبراء أن المحادثات المقبلة بين بوتين وكيم جونغ أون محاولة من جانب الأخير "للتعويض" عن المفاوضات الفاشلة مع ترامب.
ووفقا لوكالة " أسوشيتد برس"، تريد كوريا الشمالية زيادة تجارتها مع روسيا عشر مرات بحلول عام 2020 (أي ما سيصل إلى مليار دولار). وفي الوقت نفسه لم تبد روسيا من قبل اهتمامًا كبيرًا بالمشاريع المشتركة واسعة النطاق مع كوريا الشمالية.
ووفقا للصحيفة، فإن كيم يريد أن يناقش مع الرئيس الروسي مصير عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الذين يعملون في روسيا. حيث حسب قرار من مجلس الأمن الدولي، يجب أن يعود هؤلاء الأشخاص إلى وطنهم قبل نهاية عام 2019.
بينما اعتبرت صحيفة " Deutsche Welle" أن روسيا وكوريا الشمالية تريدان الوصول إلى موارد الطاقة في كلا البلدين، حيث موسكو مهتمة بالمعادن الأرضية النادرة من جهة، وبيونغ يانغ تحتاج إلى الكهرباء والاستثمار الروسي من جهة أخرى.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن محلل من مركز هنري ستيمسون الأمريكي، ديفيد كيم، فإنه يعتقد أن كيم جونغ أون يريد أن يظهر للصين أنها ليست الشريك الوحيد وقال " كيم لا يريد أن يضع كل البيض في سلة واحدة". مضيفا أنه وفي الوقت نفسه، أن 93% من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية مع الصين، والتي لا تستطيع الآن تزويد الجمهورية بالدعم الدبلوماسي الكامل لأنها عالقة في الحروب التجارية مع الولايات المتحدة.
وأعلنت صحيفة "بي بي سي" أن البرنامج النووي الكوري الشمالي هو أحد القضايا الرئيسية في الاجتماع بين بوتين وكيم جونغ أون. وأضافت أن الكرملين لا يعتقد أن بيونغ يانغ ستتخلى تمامًا عن الأسلحة النووية، لذلك يريدون هناك " استقرار الوضع مع الحفاظ على الوضع الراهن".
وفي الوقت نفسه، تشعر كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والصين "بالقلق" من حقيقة أن كوريا الشمالية هي قوة نووية.
كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن المفاوضات الناجحة مع كوريا الشمالية ستصب في مصلحة بوتين. وأن الرئيس الروسي سوف يكون قادرًا على تقديم الاجتماع مع كيم جونغ أون على عودة روسيا لوضع "القوة الدبلوماسية العالمية".
وكان قطار زعيم جمهورية كوريا الشمالية قد وصل إلى فلاديفوستوك حوالي الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (11.00 بتوقيت موسكو). وبعد مراسم الترحيب، توجه كيم جونغ أون إلى جزيرة "روسكي".
وبحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية، سيكون المحور الأساسي للمحادثات المرتقبة، يوم 25 نيسان/أبريل، بين بوتين، و جونغ أون، الحل السياسي والدبلوماسي للمشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز العلاقات الثنائية.
وتشارك روسيا منذ سنوات في الجهود الرامية إلى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي. وشاركت موسكو فيما يسمى بالمحادثات السداسية إلى جانب الكوريتين واليابان والولايات المتحدة والصين، والتي عقدت آخر مرة في 2009.