يناقش المؤتمر كذلك الأخطار والتهديدات العسكرية الراهنة، وتحديث نظام الرقابة على السلاح، كما ستتم مناقشة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة مسألة الاستقرار الشامل للوضع في سوريا.
وعلى هامش أعمال المؤتمر كان لبرنامج "ما وراء الحدث" حوار مع عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" في البرلمان اللبناني الدكتور علي فياض.
سبوتنيك: أريد أن أسأل هنا عن هذه المشاركة في هذا المؤتمر، ولكن قبل ذلك حبذا لو نتحدث عن لقائكم مع السيد بوغدانوف، في وقت تتهم دول إقليمية وقوى دولية "حزب الله" بالإرهاب؟
النائب فياض: اللقاء كان فرصة لجولة استعراض لتقويم الوضعين اللبناني والإقليمي على المستويات كافة، وكما تعرفون بأن الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط هي بصورة عامة مضطربة وتسير إلى مزيد من التصعيد والسياسات الأمريكية في الآونة الآخيرة ضخت في الساحة الإقليمية بعدد من التطورات السياسية الشديدة الخطورة التي توجت بإعلان ضم الجولان إلى الكيان الإسرائيلي.
نحن إستعرضنا مع السيد بوغدانوف مختلف الأوضاع التي تحيط بالوضع اللبناني، وتناولنا مختلف الجوانب، التهديدات والتحديات المختلفة في الوضعين اللبناني والإقليمي.
سبوتنيك: نحن نعلم أن هناك دولا اعترضت أو تعترض على مشاركتكم في مثل هذه المؤتمرات، كيف يمكن أن تستثمروا هذه المشاركات من أجل، لا أقول هنا تغيير وجهات النظر حول المقاومة، ولكن على الأقل إثبات وجهات النظر؟
النائب فياض: "بالتأكيد هذه المحافل الدولية أيضا بدورها فرصة للاطلاع على الأوضاع التي تهم منطقتنا، ونحن لدينا أصدقاء كثيرون على المستوى الدولي، وبطبيعة الحال أصدقاؤنا لا يوافقون ويرفضون بالمطلق التصنيفات الأمريكية والإسرائيلية للمقاومة كإرهاب.
المؤتمر هو فرصة حقيقية، خاصة وأنه في هذا العام يركز على الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى بعض الملفات الحيوية التي تتصل باهتماماتنا المباشرة مثل ملف النازحين السوريين في لبنان، أعتقد أن هذا المؤتمر يتيح الفرصة للقول بأن حالة اللاإستقرار التي تسود في الشرق الأوسط تتحمل مسؤوليتها بصورة أساسية الولايات المتحدة الأمريكية والإسرائيليون من خلال الإمعان في سياسات التصعيد وتجاوز القانون الدولي وعدم الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقوقه، وممارسة عقوبات اقتصادية في كل اتجاه بالتجاوز بكل
القانون الدولي والمعايير الإنسانية، أعتقد أن هذا المكان هو الفرصة لإثارة هذه القضايا التي تشكل ربطا بين السياسة والأمن وتصب مباشرة في اهتمامات هذا المؤتمر ونحن سنقول رأينا بطبيعة الحال بصراحة تامة".
سبوتنيك: هل ستقدمون مشروعا ما أو أفكارا من شأنها أن تؤدي إلى قطع الطريق على ما يمكن أن تصل إليه المنطقة من نار تستعر الآن وقد تذهب بها إلى الهاوية؟
النائب فياض: "نحن نعلن مواقفنا بوضوح وصراحة، الأزمات التي تعصف بالمنطقة هي نتيجة التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة، هذا يحصل في سوريا والعراق واليمن، وهذا إلى حدود ما في بعض الأحيان يحصل في لبنان،
الإمعان الإسرائيلي في حصار وتطويق واحتلال أرض الشعب الفلسطيني، وهضم حقوقه وعدم الإعتراف بالحد الأدنى من حقوقه في ظل تأييد أمريكي غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، هذه هي كل العوامل، وبطبيعة الحال هناك إزدواجية المعاييرالقاتلة التي يمارسها المجتمع الغربي كما هو الحال تجاه الذي يجري في اليمن، فهناك مجزرة حقيقية بحق الشعب اليمني بصورة يومية ولا أحد يحرك ساكناً، فلذلك أعتقد أن هذا المؤتمر بحاجة فعلية لصوت غير رسمي، غير دولة فلنقل، ليقدم للأسباب الحقيقية المباشرة وغير المباشرة لحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
سبوتنيك: كيف تعولون على الدور الروسي في ظل هذه المتغيرات الصعبة والتحديات الراهنة التي تضع الجميع في مأزق؟
النائب فياض: أعتقد بأن هناك حاجة إلى تعددية قطبية على المستوى الدولي، لا يجوز على الإطلاق يعني أن تتكرر هذه الهيمنة الأمريكية على نظام العلاقات الدولية، الأحادية القطبية هي طريق للاضطراب وليس للاستقرار، وهناك حاجة لدور روسي ودول أخرى أيضا في سبيل إنتاج تعددية قطبية وتوازنات تحمي الاستقرار بدل أن تستند إلى الهيمنة.
أعتقد بأن الروس يؤدون دورا حيويا واستراتيجيا في الشرق الأوسط، في سوريا وغير سوريا، وأدوا دورا قيما وأساسيا في دحر الإرهاب التكفيري في سوريا، هذا الأمر يجب أن يكون محل تقدير ونحن نقدره بالفعل".
أجرى الحوار: نواف إبراهيم