وفي التفاصيل، تسلم المتحف الوطني في دمشق اليوم خلال حفل أقامته المديرية العامة للآثار والمتاحف وبحضور وزير السياحة محمد رضوان مارتيني وحشد من المثقفين والمهتمين، من المغترب السوري الدكتور رضوان خواتمي هدية تضمنت مصراعي باب من الحجر البازلتي يعودان إلى العصر البيزنطي، كانا قد هُرّبا إلى إيطاليا في الستينيات من القرن الماضي ويحملان زخارف نباتية وهندسية نفذت بطريقة النحت البارز.
وأوضح المغترب السوري خواتمي في تصريحات للصحفيين خلال الحفل أنه غادر وطنه منذ خمسين عاماً لكنه أبى أن يفارقه طوال سنوات الحرب الإرهابية عليه ساعياً طوال هذه الفترة للمساهمة بمحو الألم عن سوريا الأمر الذي تجلى في إعادة هاتين القطعتين الأثريتين إلى حضن الوطن بغرض تثبيت جذورهما التاريخية.
بدوره، أكد وزير الثقافة السوري محمد الأحمد في كلمة أمام الحفل أهمية هذه المبادرة من قبل المغترب السوري الوفي الدكتور خواتمي والذي يعبر من خلالها عن وفائه لآثار وتاريخ بلاده في وقت تعرض فيه التراث الأثري السوري لأبشع أنواع الدمار منذ بداية الحرب التي شنت على سوريا".
من جهته قال سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون خلال الحفل:
"إن هذين البابين ليسا مجرد أحجار فحسب بل رسائل كتبها الأجداد ليوصلوها إلى الأحفاد للتأكيد على أننا أصحاب هذه الأرض والحضارة والقيم".
يذكر أن أبعاد المصراع الأول تبلغ 138 سم طولاً و80 سم عرضاً و6 سم سماكة ومفصلاته من الجهة اليمنى ويحتوي زخارف على شكل عمود له قاعدة وتاج ويتضمن ثمانية مربعات وتمثل حشوات الباب على أربع مستويات في كل مستوى مربعان.
أما المصراع الثاني فأبعاده 113 سم طولاً و78 سم عرضاً و7 سم سماكة يتضمن أشكالاً هندسية مربعة ومستطيلة الشكل ضمن مستويات عدة.
ويبدو على المصراعين بوضوح أنهما تعرضا لعملية تشويه بهدف الإنقاص من سماكتيهما ووزنيهما لتسهيل عملية تهريبهما إلى خارج البلاد وذلك في ستينيات القرن الماضي.