ودعا المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إلى نقل مهام "الأونروا" إلى حكومات البلدان المضيفة للاجئين، مشيرا إلى أن المنظمة "تعيش في الرمق الأخير".
وأوقفت الولايات المتحدة الأمريكية، في أغسطس الماضي، كل التمويل الذي كانت تقدمه "للأونروا" بشكل سنوي والذي يصل إلى نحو 370 مليون دولار.
"صفقة القرن"
محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومنسق اللجنة المشتركة للاجئين، قال إن "موقف الإداراة الأمريكية من الأونروا ومحاولات بعض مستشاريها اعتبارها منظمة غير مفيدة، يندرج تحت إطار استكمال تنفيذ خطة ترامب ونتنياهو والمعروفة باسم صفقة القرن".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه الخطة تستهدف الأعمدة الرئيسية للمشروع الوطني الفلسطيني للاجئين بما فيها الأونروا، والتي تمثل شهادة حية على تهجير الفلسطينيين".
وبين أن "التحركات الأمريكية تهدف لاختصار موضوع اللاجئيين في الـ 40 ألف لاجئ ممن تبقوا على قيد الحياة حتى اليوم منذ عام 1948، فيما تقوم بشطب 5 مليون فلسطيني مازالوا يعانون اللجوء جراء العدوان الإسرائيلي، هم والأجيال التي تليهم والأحفاد"، مشيرًا إلى أن "حوالي 6 مليون و200 ألف لاجئ مسجلون في الأمم المتحدة كلاجئين فلسطينيين".
وبشأن الأهداف الأمريكية وراء تلك التحركات، قال خلف إن "الولايات المتحدة تحاول إلغاء الأونروا لتسهيل تطبيق صفقة القرن، وفرض حل نتنياهو الاقتصادي للقضية الفلسطينية، كبديل للحل السياسي".
"محاولات فاشلة"
وأشار إلى أن "واشنطن تضغط منذ فترة في اتجاه حل المنظمة، حيث أوقفت من قبل كل المبالغ التي تدفعها للأونروا والبالغ قيمتها 360 مليون دولار، وكذلك محاولة طرح قانون تعريف اللاجئ في الأمم المتحدة".
وأكد منسق اللجنة المشتركة للاجئين، أن "كل المحاولات الأمريكية لحل المنظمة باءت بالفشل، أمام إصرار الكثير من دول العالم على أهمية بقاء الأونروا حتى حل قضية اللاجئين"، مضيفًا: "هناك 42 دولة تدعم الأونروا".
وأنهى حديثه قائلًا: "رغم خطورة التحركات الأمريكية، لكن لا يمكن لتلك التحركات أن تهدد بقاء الأونروا، ستظل منظمة دولية تقوم بدورها حتى انتهاء الأزمة".
"دعوة أمريكية"
ودعا المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات إلى نقل مهام منظمة الأونروا لدعم اللاجئين الفلسطينيين إلى حكومات البلدان المضيفة للاجئين.
وقال المبعوث في إحاطة له، أمس الأربعاء، بمجلس الأمن: "تم استخدام اللاجئين الفلسطينيين كأدوات سياسية، الأونروا تعيش في الرمق الأخير".
وأضاف: "ينبغي أن نقوم بمرحلة انتقالية لكي ننقل المسؤولية من الأونروا إلى الحكومات المضيفة".
وحول المؤتمر الاقتصادي في البحرين للاستثمار في فلسطين، قال المبعوث "الفلسطينيون سيخسرون إذا امتنعوا عن المشاركة في الورشة الاقتصادية بالبحرين الشهر المقبل".
وأشار إلى أن "الأونروا تواصل التحريض في وقت نستعد لعقد ورشة عمل بالبحرين لصالح الشعب الفلسطيني".
"الأونروا ترد"
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أنها مستمرة في عملها لحين إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين، وذلك ردا على دعوة أمريكية لحل الوكالة.
وقال مفوض عام الوكالة بير كرينبول: "نحن ملتزمون بالتطوير وسنواصل العمل حسب ما تم تفويضنا به من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم مما نتعرض له من هجمات وانتقادات".
وأكد كرينبول وجود "تأييد كبير في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل استمرار "الأونروا" في عملها، والوكالة ليست مسؤولة عن أعداد اللاجئين وتفاقم مشاكلهم بل المشكلة هي الفشل السياسي".
وتابع: "الجمعية العامة تقول في قراراتها إن "الأونروا" مستمرة في عملها لحين إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين، ونعتقد أنه لا يمكن اختفاء 5 ملايين لاجئ فلسطيني".