شهدت الانتخابات الحالية عددا من الظواهر التي قلبت موازين القوى السياسية في القارة بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية وأبرزها:
اليمين المتطرف لم يصل لمستوى التوقعات
لم يحقق الزيادة المتوقعة على الرغم من النتائج الجيدة في بلدان مثل بولندا والمجر وإيطاليا، فالزيادة الكبيرة المتوقعة في أصواته لم تتحقق بالكامل.
ووقف الأداء القوي الذي قدمَه التيار الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي، المتمثل في حزب العمال الاشتراكي الإسباني، أمام آمال قادة اليمين المتطرف في أن تمنحهم الانتخابات طفرة هائلة وتتيح لهم فرصة لتشكيل السياسة في البرلمان الأوروبي.
فماتيو سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف ونائب رئيس الوزراء الإيطالي، وصف الانتخابات بأنها تفويض لإجراء تغيير جذري في الاتحاد الأوروبي. ومع أن كتلة القوميين التي تنتمي إليها الرابطة رفعت عدد مقاعدها في البرلمان الأوروبي إلى 58 مقعدا، فإن النتيجة كانت أقل من التوقعات.
تراجع التيار الوسطي التقليدي
شهد التيار الوسطي المعتدل في جميع أنحاء أوروبا ليلة سيئة. فمن المتوقع أن يخسر التجمع الاشتراكي الديمقراطي الفضفاض في البرلمان الأوروبي 41 مقعدا في المجلس المكون من 751 مقعدا، ليحصل على 150 مقعدا متوقعا الآن بعدما حصل على 191 مقعدا في عام 2014.
ولم يكن الوضع كذلك أفضل بكثير لليمين المعتدل في ظل مؤشرات إلى أن كتلة حزب الشعب الأوروبي ستتقلص من 221 مقعدا إلى 179 مقعدا مع أنه سيظل أكبر تجمع.
أي أن التجمعين معا سيفقدان أغلبيتهما وسيضطران إلى التطلع إلى فوز الخضر والليبراليين بالسيطرة على مقاليد الأمور.
قفزة نوعية للخضر
ضاعف الخضر الأصوات التي حصلوا عليها تقريبا ليحتلوا المرتبة الثانية بنسبة 21في المئة، متقدمين على الديمقراطيين الاجتماعيين.
وجاءت العديد من الأصوات من بلدان شمال أوروبا التي كانت معاقل القارة الصناعية، لكنها أصبحت تشهد خروج الشباب إلى الشوارع للمطالبة بالتوقف عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وضاعف الخضر كذلك نصيبهم من الأصوات ليحصلوا على مقعدين في فنلندا والدنمارك، وفازوا بأول مقعدين في أيرلندا منذ عقدين، وحصلوا على المركز الثالث في فرنسا، وقدموا أداء قويا في بلجيكا وهولندا.
ظهور أحزاب وسطية جديدة
الصورة العامة تشير إلى أن التجمعات البرلمانية الأربعة التي تشغل الأرضية الوسطية المؤيدة للاتحاد الأوروبي خسرت أقل من 20 مقعدا، وحصلت على 505 مقاعد من أصل 751، وفقا لتقدير أجراه البرلمان الأوروبي.
وقال جاي فيرهوفشتات، السياسي البلجيكي الذي يقود تحالف الديمقراطيين الليبراليين من أجل أوروبا، إن الأحزاب الوسطية التقليدية ضعفت، وإنها ستضطر الآن إلى اللجوء إلى تحالف الديمقراطيين الليبراليين من أجل أوروبا للمساعدة في تشكيل ائتلاف. وأضاف أن التحالف سيبرز بصفته الكتلة التي حققت أكبر المكاسب.
نسبة المشاركة…أكبر الفائزين
شهدت هذه الدورة من الانتخابات نسبة مشاركة بلغت 51 في المئة وهي أعلى من الانتخابات السابقة في 2014 والتي بلغت 43 في المئة.
هذا ووصف رئيس الوزراء اللوكسمبورغي الليبرالي، كزافييه بيتل، قائلا:"أوروبا تفوز! إقبال الناخبين مرتفع للغاية، والأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي هي الأقوى".