يُضاف على ذلك… الابتهالات الدينية الرمضانية وفقرات الإنشاد والغناء والرقص المولوي
فالرقص المولوي هو نوع من أنواع الذِكر الإلهي.. تتجسد طريقته بدوران الراقص حول نفسه بحركات دائرية منتظمة بهدف التأمل والتفكر في خلق الله و لكبح النفس البشرية وتهذيب رغباتها الدنيوية كما يُسمى أيضاً (الرقص الصوفي)
تعتبر المولوية ايضاً إرثاً ثقافياً اجتماعياً و يسمى راقصوها بـــ "الدراويش "
وحول ذلك الموضوع التقينا الشيخ الحالي للطريقة المولوية في مدينة حلب السيد محمد يحيى حمامي فتحدث قائلاً:
" بدأت العمل في هذا المجال في العام 1984 حين كان عمري 17 سنة فتلمذت على يد الشيخ / جميل شريمو / الملقب بالـ" دادا " فكنت اتردد على زاويته التي كانت في حي الفردوس بحلب لذا نهلت من خبرته ونصائحه
وبعدها أسست فرقة خاصة بي جالت معي بلدانا عديدة في مطلع التسعينيات من القرن المنصرم وذلك برفقة الاستاذ صبري مدلل ثم سافرت مع الاستاذ عمر سرميني لإحياء العديد من الحفلات على مسارح ضخمة إضافة إلى حفلات كثيرة مع الموسيقي جوليان جلال الدين فايس.."
وعن طبيعة الموسيقى التي تترافق مع (الفتلة المولوية) تحدث لنا السيد حمامي مضيفاً:
" تذكر كتب التراث والتاريخ المعاصر أن الرقص المولوي في حلب بدأت طقوسه في التكية المولوية أو ما يسمى (جامع الملخانة) القريب من ساعة باب الفرج الأثرية.. ومع بدايات عام 1950 أصدر أمرٌ بأن تقتصر طقوس التكية على الصلاة فقط دون المولوية.. لذا ومنذ ذلك الحين لجأ المولويون القدامى للزوايا التي كانت تقام في البيوت و الحارات الشعبية الحلبية حيث كانت ترتبط بالآلات الإيقاعية التالية (النكرزان والمظهر والخليلية) إضافة إلى آلة الناي فقط.. ومع مرور الزمن والأيام تمت إضافة عدد من الآلات الموسيقية منها القانون والعود ليكتمل بذلك مشهد التخت الشرقي الموسيقي.."
وعن تفاصيل فرقته المولوية الحالية استطرد حمامي قائلا:
" أقوم منذ فترة بتدريب ولدي الصغير (محمد) على الرقص المولوي كونه يبلغ من العمر 10 سنوات فكان لنا مشاركات عديدة ومتنوعة مع فرقتي التي تضم 10 أشخاص,, آخر المشاركات كانت حفل فني تراثي في دار الاوبرا بدمشق ولعل أكثر ما يدفعنا للاستمرار هو شعف الجمهور لهذا النوع من الرقص الروحاني.. خصوصاً حين تتشكل لوحة من المشاركين بأعمار متفاوتة على المسرح الذي يغص بحضور شريحة واسعة من المجتمع..
ذات الأمر الذي لاحظناه في معظم المسارح العربية العالمية.. فبعد أيام سنسافر أيضاً الى تونس لتلبية دعوة للمشاركة في حفل تراثي.. إضافة إلى دعوة أخرى في هذا الصيف للمشاركة في مهرجان جرش / الأردن.."
ومع نهاية اللقاء أعرب السيد "حمامي " عن فخره واعتزازه بأن فرقته المولوية التراثية كانت ولم تزل تحمل اسم سورية وحلب في عدد كبير من المسارح العربية والدولية العريقة وذلك على مدى 35 عام.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)