وقال قذاف الدم، في حوار مع صحيفة "إندبندنت عربية": "كنت أتابع وأراقب آخر التطورات الميدانية من القاهرة، وتواصلت مع القذافي فجر ذلك اليوم، حيث كنا نتواصل بوسائل كثيرة شديدة التأمين في تلك الفترة، وأعلمني أنهم سيخرجون في ذلك الصباح، وحين خرج القذافي من سرت كنا متوقعين في أي لحظة أنهم معرضون للاستهداف والاستشهاد"، وفقا لوصفه، مضيفا: "القذافي رجل عسكري وسياسي، خرج من طرابلس لأنه لا يرغب في تدمير طرابلس".
وأضاف: "وقت مقتل العقيد كنت في مصر، وكنت مكلفا بمهمة التواصل مع الغرب ومع المعارضين الليبيين، وبعد التدخل الغربي في ليبيا، قدمنا وقمنا بسلسلة من المبادرات مع الغرب وخاصة فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وكذلك روسيا والولايات المتحدة ومجلس الأمن لوقف الحرب وإيجاد حل ومخرج".
وقال قذاف الدم للمرة الأولى إن "أهم مبادرة طرحت من طرف الغرب، هي أن يغادر القذافي إلى أي بلد يريد ومع من يريد، وبكل الضمانات، مقابل وقف الحرب، وطبعا لم يكن هذا مقبولا من بداية الأزمة لآخر يوم".
وتابع: "من خلال اتصالاتي بدوائر الحكم الغربية والعربية، ظن الغرب من خلال هذه المبادرة أن القذافي سيخاف ويهرب من البلد، خصوصا بعد الغارات التي طالت منزله في العزيزية (مقر الحكم الليبي) وقادت لمقتل نجله سيف العرب، ثم طرح القذافي مبادرة، أن يذهب حلف الأطلسي ويتوقف القصف، وأن يذهب هو إلى سرت (مقر ميلاد العقيد) وبعيدا عن حكم القذافي أو قرارات مجلس الأمن بالحرب، فعلى الليبيين أن يقرروا أي نظام يريدون، لكن الغرب أراد إذعانا، ورجل كمعمر القذافي لن يستسلم".
وبحسب قذاف الدم: "فإن القذافي أبلغه في أحد الاتصالات، أنه سيذهب إلى سرت فور رفع قرارات مجلس الأمن، لكن الغرب أصر على الذهاب أولا، وهو ما اعتقده القذافي أنه إذعان وبمثابة عار ليس عليه فقط، ولكن على كل الليبيين"، وأبلغه "سأقوم بواجبي، نحن نعلم أننا لن ننتصر على كل هذه القوى المتكالبة على ليبيا لكننا سنقوم بواجبنا".
وأضاف: "تفاوضنا أيضا مع الروس والأفارقة، وحاولنا إيجاد حلول لهذا الكارثة، وللأسف الغرب كان مصرا على التخلص من القذافي، وبالتالي عندما قتلوا القذافي في سرت، انسحبوا وتركوا ليبيا لمصيرها".
وبحسب قذاف الدم، الذي بات يعرف نفسه في الوقت الراهن بالمسؤول السياسي لـ"جبهة النضال الوطني"، والتي أنشأها كجبهة معارضة قبل أربع سنوات، أرجع تدهور الأوضاع الليبية واستمرار حالة الانقسام والتشرذم التي تعانيها البلاد إلى اللحظات الأولى من العمليات العسكرية لحلف الأطلسي على بلاده. وبحسب تعبيره: "اتخذ القرار الظالم بعد موافقة جامعة الدول العربية خلال أيام معدودة دون إرسال لجنة تقصي حقائق، حيث نفذت طائرات 40 دولة وأساطيلها نحو 30 ألف غارة على ليبيا، صبت حممها على مدننا وقرانا مما أدى لسقوط عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، وتدمير كامل للبنية التحتية".
وتابع: "جل المسؤولية لما آلت إليه الأوضاع في الوقت الراهن، تقع على عاتق حلف الأطلسي ومجلس الأمن والدول التي شاركت برا وبحرا وجوا في غزو ليبيا، ومن ثم فعليهم أن يصححوا أخطاءهم لما قاموا به في ليبيا، ويعتذروا لليبيين عن تدخلهم، بدلا من تنصيب أشخاص موالين لهم بالحكم لاستكمال مخططهم لتفتيت ليبيا".