وكشف مصدر عسكري سوري رفيع المستوى لوكالة "سبوتنيك" عن دراسة مقترح لوقف إطلاق النار من قبل الجيش السوري خلال الساعات القليلة القادمة، وذلك لإفساح المجال أمام المدنيين بالخروج من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة في ريفي حماة وإدلب.
ويسيطر على مدينة مورك ومحيطها تشكيلة من التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمها تنظيم "حراس الدين" و"هيئة تحرير الشام" التي أقامت عدة حواجز لها على الطريق الواصل بين خان شيخون جنوب إدلب ومورك شمال حماة، فيما يسيطر مسلحو "أجناد القوقاز" على الجانب الغربي من ممر "أبو الظهور" الإنساني في ريف إدلب الجنوب الشرقي.
وفي سياق متصل، قال أحد المسؤولين عن عمل الممرات لـ "سبوتنيك": إن كافة التجهيزات اللوجستية والفنية والمتطلبات الطبية تم الانتهاء منها لاستقبال المدنيين الذين يرغبون بالخروج من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية.
وتوقع المصدر أن يتم افتتاح الممرين خلال الساعات القليلة القادمة بعد التنسيق مع الجانب الروسي.
وأشار إلى تخوف من معاودة تنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه لعبتهم القديمة في منع الأهالي من الخروج بذرائع مختلفة.
وكشف المصدر عن تواصل عدد كبير من الأهالي والمدنيين القاطنين حاليا في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية مع اللجان المعنية، شرحوا فيها ما يتعرضون له من ضغوط كبيرة من قبل المجموعات المسلحة وتلقيهم تهديدات بالاعتقال ومصادرة أملاكهم وترك رهينة من أحد أفراد العائلة في حال فكروا في الخروج باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري.
ويتكون تنظيم "حراس الدين" من مقاتلين متشددين كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد الشام "جبهة النصرة"، قبل أن يعلنوا عام 2016 إنشاء تنظيمهم الخاص محافظين على ولائهم لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
ويضم تنظيم "حراس الدين" مرتزقة أجانب وعرب، ذوي تاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم "القاعدة" بأفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، كما استقطب التنظيم مقاتلين محليين متمرسين إلى جانب مقاتليه الأجانب.
واستقبل تنظيم "حراس الدين" مطلع العام الجاري تنظيم "أنصار التوحيد" المبايع لداعش في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن لمقاتليه المتحدرين من جنسيات خليجية وعربية مستوطنات خاصة لهم ولعوائلهم، فيما تم دمج مسلحين داعشيين آخرين يتحدرون من آسيا الوسطى، في صفوف (الحزب الإسلامي التركستاني) الذي يسيطر على ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي، المتاخم للحدود التركية.
وكان تنظيم "أجناد القوقاز" قد سيطر على منطقة أبو الظهور ومطارها العسكري مطلع العام 2016 وارتكب مجازر بشعة بحق حامية المطار وسكان القرى والعشائر المحيطة به، بزعم أنها "موالية للنظام السوري".
وينتشر "أجناد القوقاز"، وهم مقاتلون متطرفون يتحدرون من دول الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا كأذربيجان وأرمينيا وجورجيا والشيشان، في بعض مناطق إدلب وريفها الشرقي، خاصة في مدينة أبو الظهور التي تم تخصيصها لهم كمركز لـ (إمارة القوقاز).
وقبل تحريره على أيدي الجيش السوري وحلفائه، كان مسلحو "أجناد القوقاز" قد اتخذوا من مطار أبو الظهور العسكري مقرا قياديا رئيسيا لقواتهم التي تقدر أعدادها بآلاف المقاتلين، ومن البلدات القرى المحيطة مستوطنات لهم ولعائلاتهم.